الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مترددة في الموافقة على الخاطب، فما رأيكم؟

السؤال

السلام عليكم..

تقدم لي مؤخرا رجل على حسب ما وردنا أنه خلوق، ومصلٍ، وهو متعلم، ومستقل ماديا، لكني غير مقتنعة به من ناحية الشكل بتاتا، وأيضا يدخن، لكن أمي تصر على أن الشكل ليس بالسبب الكافي للرفض، وأنا حقا في حيرة، وخاصة مع تقدمي في العمر، ماذا أفعل؟ هل أقبل وأوكل أمري لله وما يحصل بعد ذلك هو اختيار الله، أم أرفض وأتحمل العواقب؟

للتوضيح: أنا لم أقابل الشاب شخصيا بعد، فقط سألنا عليه ورأيت صورته في مواقع التواصل الاجتماعي فقط.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رانيا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع.. ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال.. ونسأل الله يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

إذا كان الرجل بالمواصفات المذكورة، متخلق مصل متعلم مستقل مادياً، فقد استكمل الشرائط المهمة التي تتطلع إليها جميع الفتيات، فإذا أضفنا لذلك موافقة الوالدة وحرصها على إكمال هذا المشروع فهذا يزيد الأمر تأكيداً وتأييدا، وعليه أرجو أن لا تستعجلي في الرفض وأن تعطي نفسك فرصة، واعلمي أن الرجال لا تقاس بأشكالها، ولا تقاس بشهاداتها ولكن تقاس بمواقفها، وما عنده من التدخين والمخالفات سيغيره الله على يدك بالمعالجة الصحيحة، فالصائم المسلم المتخلق يترك الدخان في نهار رمضان، وهذا دليل على إمكانية التخلص من مثل هذه العادات السالبة، بل هذا درس من دروس الصيام العظيمة.

ولذلك ننصحك بعدم الاستعجال في الرفض، اعطي نفسك فرصة، بل نحن نميل إلى أن توافقي على هذا الرجل، لأنه أولاً فيه شرائط عالية جداً وغالية جداً، والأمر الثاني هو الذي تقدم وطرق الباب وكل هذه من الأشياء النادرة في زماننا، والمرأة ما ينبغي أن تنظر فقط إلى مجرد الشكل، فنحن نحتاج في الرجل إلى عقله إلى وجهته إلى مواقفه إلى هذه الأشياء، وقبل ذلك كله الدين، إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فهذا توجيه النبي صلى الله عليه وسلم للفتيات ولأوليائهن، وعليه نحن نميل إلى أن تكوني مع رأي الوالدة ولا ترفضي، بل نسأل الله تبارك وتعالى أن يجمع بينكما على الخير وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً