الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مريض نفسي ولا أعلم ما علتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري 16 سنة، وأعاني كثيراً في الفترة الأخيرة، حيث أشعر بخوف، ويذهب الخوف إذا كنت مع الأشخاص، وأشعر أن الحياة مثل التلفاز، ولكني مرح وأضحك كثيراً، وأشعر أنني شخص آخر إذا بقيت وحدي، وأريد أن أكون الأفضل، ولكني أشعر أنني فاشل، وتأتيني أسئلة فلسفية كفرية.

لا أعرف ما هي أعراضي؟ ولكني لا زلت أريد أن أطور من نفسي، وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم بموقعنا.
ولدي العزيز، إن ما تشعر به من أفكار كفرية هو نوع من الأفكار الوسواسية، وهذه الأفكار لها جانبان يغذيانها:
الجانب الأول: الذي يتعلق بالأفكار التي ينتجها دماغك، وهذا يحتاج إلى تدريبات سلوكية كي تتخلص من هذا النوع من الأفكار، وهذا يمكن أن يتم عبر الأخصائي النفسي أو الطبيب النفسي الذي ينبغي أن تزوره.

أما الجانب الثاني: فهو وسواس الشيطان، كما قال الله تعالى عنه: (الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس).

وهذا النوع بحاجة إلى المحافظة على أذكار الصباح والمساء، حيث يمكنك تحميلها في جوالك وتحافظ على قراءتها، كما ينبغي أن تحافظ على الفرائض، وأهمها الصلاة، وإذا أضفت إليها بعض النوافل فهذا سيكون أمراً جيداً ويسرع من التخلص من هذه المشكلة، فقد ورد في الحديث القدسي:
أن الله تعالى قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه "، [رواه البخاري].

أما شعورك أنك فاشل فهذا جزء من ضغط الأفكار السلبية الوسواسية التي تمر بها، وبمجرد تخلصك من هذا الأفكار سيختفي هذا الشعور تلقائياً.

النقطة الأخيرة التي نؤكد عليها هي موضوع عرضك على الأخصائي أو الطبيب النفسي، لأنك ذكرت عرضاً مهماً وهو أنك ترى الحياة كالتلفزيون، وهذا يحتم عليك زيارة الطبيب النفسي فعلاً وتذكر له هذه الأعراض، وسيقوم بتشخيصك بشكل جيد -إن شاء الله-.

نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً