الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاقتي بخطيبي سلبية، فهل أفسخ الخطبة؟

السؤال

السلام عليكم.

عمري 23 سنة، تمت خطبتي منذ سنة، ومنذ أشهر وأنا غير مرتاحة، أشك به، مع أنه إنسان خلوق وأعرفه منذ أيام الثانوية، يعني سنوات طويلة، وأشعر أنه متغير جدا.

في بداية سنة 2017 أصبت بوسواس الموت، وما زلت أعاني منه، لكن فترات تشتد وفترات تخف، ودائما أفكر بأن أفسخ الخطبة، تعبت من التفكير، أريد أن أنسى أو أرجع كما كنت في الماضي، في الفترة الأخيرة بدأت المشاكل تزداد أكثر بيننا على أتفه الأمور، وأحيانا أفكر بأنها عين أو حسد؛ لأننا لم نكن هكذا سابقا، ساعدوني، فأنا متعبة من التفكير السلبي في هذه العلاقة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن تغير سلوك شريك الحياة، لا يعني الخيانة، فقد تكون عوامل أخرى أثرت عليه في تصرفاته، فمن اللازم التثبت والتأكد قبل الحُكم عليه، كما جاء في كتاب الله عزل وجل (أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)، فيجب عليك التأكد والتبين قبل الحكم عليه.

فترة الخطبة جُعلت لكي يتعارف الشريكان على بعضهما البعض، ويكتشف الخاطب الطرف الآخر أخلاقه وطباعه وتصرفاته، فإن كانت متوافقة معه فتلك إشارة خضراء للإكمال، وإن كانت غير ذلك يفسخ الخطبة.

وكما قيل في الشعر:
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة

فإن كنت تشعرين بعدم الراحة مع خطيبك فلتجلسي معه جلسة مصارحة، وتصارحيه بكل المشاكل التي بينكما، فإن وصلتما لحل ولأرضية مشتركة تستطيعان الإكمال عليها للزواج فبها ونعمت، أما إن كان غير ذلك فالراحة لكل طرف بالفسخ.

هناك قاعدة فقهية تقول: «الحكم على الشيء فرع عن تصوره»، ومعناها أن الحُكم الصادر عن الشيء نابع عن المدخلات الواردة للعقل، فراجعي مدخلاتك ولا تبنيها كلها من الظن الخاطئ والشكوك، فلعل كل تلك الأحكام على خطيبك هي أحكام بُنيت على مدخلات خاطئة وشك في غير محله.

والله الموفق.
---------------------------------------------------
انتهت إجابة: د. عبدالرحمن محمد ضاحي -مستشار شؤون أسرية-،
وتليها إجابة: د. محمد عبدالعليم -استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان-.
-------------------------------------
أسأل الله تعالى لك العافية والتوفيق والسداد.

أرجو أن تطلعي بدقة على إجابة الشيخ عبدالرحمن محمد ضاحي فهي واضحة ومفيدة جداً، أما من الناحية النفسية -أيتها الفاضلة الكريمة- العلاقات في فترة الخطبة كثيرا ما يكون فيها نوع من التجاذبات، ويطرأ شيء من الشكوك وعدم التيقن من أشياء كثيرة، أرجو أن لا تتعجلي في الحكم السلبي على خطيبك هذا.

وأنت ذكرت أنه فيما مضى كنت مصابة بوساوس، والإنسان الذي لديه تاريخ وساوس يجب أن يكون حذراً جداً مما يتعلق بالأحكام التي يصدرها خاصة فيما يتعلق بعلاقاته الإنسانية والاجتماعية، فالوسواس كثيراً ما يدفع الإنسان نحو سوء التأويل حتى وإن كان موضوع الوسواس السابق هو حول الموت، لكن الوسواس قد يتبدل وقد يتغير.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنا من وجهة نظري يجب أن تحسني الظن بخطيبك هذا، وأنصحك أيضاً بتناول أحد الأدوية المضادة للقلق والوسوسة، هذا قد يجعلك في نوع من الصفاء الذهني والإيجابي والأفضل مما يجعلك تحسنين التعامل مع خطيبك هذا، الدواء الذي أوصي بتناوله يسمى الفلوكستين هذا هو اسمه العلمي، وله أسماء تجارية كثيرة منها البروزاك، أنت تحتاجين إلى أن تتناوليه بجرعة كبسولة واحدة أي 20 مليجراما يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقفي عن تناوله، هو دواء بسيط وآمن جداً وسليم ولا يؤدي إلى أي تعود أو إدمان، كما أنه لا يؤثر على الهرمونات النسائية.

بالنسبة لموضوع العين والحسد، طبعاً العين حق والحسد موجود، ومن وجهة نظري أن تحصني نفسك من خلال الأذكار، وأن ترقي نفسك، وبعد ذلك يجب أن لا توسوسي حول هذا الموضوع، أنا حقيقة دائماً أنصح بأن لا تكون فترة الخطبة فترة طويلة، الإقدام على الزواج هو الأفضل، وكما ذكرت لك لا تتعجلي في الأحكام السلبية على خطيبك هذا.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً