الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أعرف إذا كان ما عندى من أفكار هي حديث نفس أم وسواس؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي مشكلة كبيرة، وهي أنه تأتيني أفكار كثيرة في عقلي لا أعلم إذا كانت وساوس، أم أن نفسي سيئة لذلك تأتيني هذه الأفكار؟

مثال لهذه الأفكار: تأتيني فكرة سيئة عن بعض الأشخاص القريبين مني مثلاً من قريب، أنا لدي قريبة ستتزوج قريبًا، ورأيتها تدقق في مصاريف الزواج، وأنا لدى رأي آخر في هذا الموضوع، وهو أن التسهيل مطلوب في هذه المصاريف.

وبالطبع قلت لها هذا الرأي، وانتهى اليوم الأول والثاني، وثالث يوم سمعت أنها في مشاكل مع خطيبها، وتضايقت كثيرًا لها، ولكن في نهاية اليوم أتتني فكرة (تستاهل إذا لم يكتمل الزواج؛ لأنها تشرطت في المصاريف).

منذ جاءني هذا الفكر تضايقت كثيرًا, وأقول لنفسي لماذا يأتيني هذا التفكير أصلاً! قريبتي هذه أنا أحبها كثيرًا، ولن أشمت فيها أبدًا.

ثانيًا: أحس أن هذا ليس تفكيري، ولا هذه نفسي والدليل أني تضايقت كثيرًا، ومن يومها أفكر كثيرًا أن نفسي سيئة، ولماذا أقول هذا, وظللت أقول أفكارًا عكسية مثل: لا والله إذا حتى اشترطت فهي حرة في ذلك، وكل شخص هو الذي يحدد أولوياته, وكثير مثل هذه الأفكار العكسية لأقنع نفسي أني لا لست سيئة.

سؤالي هو: هل فعلا هذه وساوس، أم أن هذا حديث نفس، وأن نفسي ليست بطيبة؟ وإذا كان حديث نفس واستغفرت الله، هل سيغفر الله لي؟ وإن كانت وساوس كيف أتغلب عليها؟

تعبت من هذه الأفكار فهي تأتيني كل يوم بفكرة مختلفة على هذه الشاكلة في كل شيء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رحمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك أختنا الفاضلة عبر الشبكة الإسلامية، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

ليس من الضروري أختي الفاضلة أن كل فكرة غير حميدة تأتينا أن يكون وراءها مرض نفسي، أو اضطراب نفسي، وليس كل فكرة تأتينا وإن كانت غير حميدة مؤشّرٌ على أن الشخص سيء.

أختي الفاضلة: الناس لهم عقلياتهم وآراؤهم الخاصة، قد نتفق وقد نختلف، وهذا كلّه طبيعي، وكما حدث بينك وبين صديقتك، هذه الأفكار قطعًا ليست مُؤشرًا على أن نفسيتك غير طيبة، إنها مجرد أفكار وخواطر، لا أظنُّ أيضًا أنها وصلت لحدّ الوسواس القهري.

وأيُّ فكرة تأتينا ننزعج منها، ثم نطلب المغفرة من الله سبحانه وتعالى، فيغفر لنا، فكلُّ بني آدم خطاء وخير الخطّائين التوابون.

أنا أفهم من كثرة هذه الأفكار أنك نشطة ودماغك شغّال - ما شاء الله، أربعاً وعشرين ساعة على أربع وعشرين ساعة - بالأفكار وكثرة حديث النفس.

أختي الفاضلة: أرجو أن تتريثي قليلاً وتسألي نفسك: هل كل الأفكار التي تأتيك سلبية؟ بالطبع لا، وأنا متأكد أن عندك الكثير الكثير من الأفكار الإيجابية أيضًا، – كل الأفكار – مجرد أفكار وحديث نفسٍ، فيه ما يسرّ وفيه ما لا يسرّ، وهي أفكار وتبقى أفكارًا، وطالما هي أفكار فأنت غير محاسبة عليها، وخاصة إذا حاولت التخلص منها وعدم الاسترسال معها.

أدعوه تعالى أن يشرح صدرك، وييسّر أمرك، ويُلهمك صلاح القول والفكر والعمل، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً