الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطيبي مدمن لنوع من الحبوب، فهل أكمل مشروع الزواج معه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة تمت خطبتي منذ قرابة شهر على شاب خلوق، لكن بعد الخطوبة صارحني بأنه مدمن لحبات من نوع إيريكا بسبب ظروف وموت والدته وهو صغير، فانصدمت من قوله، وما حيرني عدم معرفة أهله لفعله؛ لأنه لا تظهر عليه أي أعراض من أعراض مدمني هذه الحبوب، سوى أنه يكثر من النوم، وصارحني أنه يريد التوقف عن هذا الأمر بمساعدة مني بعد المولى عز وجل، لكني في حيرة من أمري؛ لأنها مسألة زواج وعشرة عمر إذا كتب الله.

لا أعلم، هل أكمل الطريق وأقف إلى جانبه ليسلك طريق الهداية، أم أترك كل شيء ورائي، وكل منا يذهب في طريقه؟ وليومنا هذا لم أخبر أحداً، لا من أهلي ولا من أهله، هذا الأمر يؤرقني ويتعبني، فعلاً فقد احترت وتشوشت كل أفكاري، فأرجو إرشادي لبصيص ينور بصيرتي، أسأل الله العفو والعافية لكل شخص، والهداية إلى الطريق المستقيم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك في عمرك، وأن يحفظك من كل مكروه وسوء.

أختنا الكريمة: إن البدايات الصحيحة غالباً ما تقود إلى نهاية صحيحة، والبداية الصحيحة في الزوج محصورة في ثلاثة أمور:

الأول: أن يكون صاحب دين: والحد الأدنى من ذلك أن يكون مصلياً معظماً لدينه، خائفاً من لقاء ربه.

الثاني: أن يكون صاحب خلق: والحد الأدنى من ذلك أن يكون عف اللسان واليد، وغير معروف بالسوء أو الفحش.

الثالث: أن يكون مظهره العام مرضياً لك: والحد الأدنى ألا يكون منظره منفراً لك.

ومتى ما وجدت تلك الصفات بعد الاستشارة والاستخارة، فإننا ننصحك بالقبول والمضي قدماً لذلك.

وفي مسألتنا: فإن كان الشاب على ما ذكرنا من دين وخلق ومظهر جيد، فيمكن أن تكون هذه معصية طارئة عليه لظروف الله أعلم بها، ولعل حديثه إليك ومصارحته لك، وحرصه على التخلص من تلك الآفة يشفع له، خاصة إذا كان جاداً في ذلك.

وننصحك -أختنا- بما يلي:
أولاً: التأكد عن طريق البحث عنه مرة أخرى، والتحقق من أخلاقه وسلوكياته بين أصحابه وجيرانه ومعارفه ومن له خلطة قوية معهم.

ثانياً: مراقبة سلوكه، خاصة مع هذه الآفة، وكيف حرصه على الترك من عدمه، ثم كيف هي همته، فقد يكون صادق النية لكنه ضعيف الهمة، وهذا يوجب علينا التفكر والتريث.

ثالثاً: عدم التعجل بالموافقة على الزواج الرسمي حتى يطمئن قلبك إلى إقلاعه عن هذه الآفة.

رابعاً: الاستخارة هي الجسر الآمن لكل فعل تودين القيام به، اركعي ركعتين واستخيري الله تعالى، فإن تم الزواج فهو الخير، وإن لم يتم فهو الخير.

وأخيراً: نريد منك إن حدث ولم تتأكدي من إقلاعه أن تحدثي والدك، شريطة أن يكون ممن يكتم السر، أو والدتك، المهم أن يكون هذا الأمر مع من يحفظ السر عنه، ثم خذي رأيهما أو رأي من حدثت، فلا شك أن للوالد والوالدة تجربة وخبرة، أما إذا اطمأننت تماماً وظهر صدق الشاب، وعلمت يقيناً أنه ابتعد عن هذا الشر، فلا حرج عليك بعد الاستشارة والاستخارة السابقتين: القبول والتوكل على الله.

نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يتم لك على خير، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً