الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطيبي لا ينفق علي، ويشتم أبي، وأفكر في الطلاق.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عقدت قراني منذ سنتين ونصف، وللأسف لم أتزوج بسبب أحوال خطيبي المادية، وأنا مللت من ذلك، احتجت من أجل استخراج أوراق تخص عملي مبلغًا معيناً وليس كثيرًا، (300) ريال تقريباً، وأنا دفعت المبلغ المتبقي، طلبت منه دفع هذا المبلغ (300) لم يرضَ، ثم بعد النقاش وافق ولم يدفع حتى يتم تأمين المبلغ، خطيبي غير موجود في السعودية، لذلك تأمين المبلغ يحتاج إلى الوقت.

بعدها بأيام أخبرته أنني اشتريت أغراضًا شخصية لنفسي بمبلغ (300) ريال، غضب جداً واتهمني بالإسراف، والأولى لو دفعتها لعملي بدلًا من أن أشتري هدية ويدفع هو، انتهت المشكلة واعتذر وقال سيدفع المبلغ، بعد أيام قلت له بأنني أريد السفر للترفيه عن نفسي، غضب، وقال الأولى أن تدفعي (300) ريال لعملك، وشتم والدي، وهددني بأنه سيخبره، غضبت جداً، وأشعر بأنه لا طريق للعودة بيننا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هيفاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلًا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوص ما تفضلت به فنحب أن نجيبك من خلال ما يلي:

أولاً: كنا نود ابتداءً أن تحدثينا عن دين الرجل وخلقه، فإن أساس الزواج المستقيم الصحيح هو ما يبنى على هذين الأساسين، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)، ولا ينبغي ونحن نعالج تلك المشكلة أن نقول: قد تم العقد ولا مجال للحديث عنه الآن، لا -أختنا-، يجب الحديث الآن عن ذلك، لأن ما ذكرته من مساوئ قد يكون مقبولاً مع الدين والخلق، وقد يحتاج إلى إعادة نظر إذا غاب الدين والخلق، وأن تتضح الصورة قبل الزواج خير من أن نناقشها بعد وجود الأولاد.

ثانياً: الحد الأدنى من الدين أن يصلي، وأن يعظم ما عظمه الله تعالى، ولو تعثرت قدماه ندم، والحد الأدنى من الأخلاق أن يكون حسن السيرة، غير مجترئ على المعاصي، أو سيئ الأخلاق.

ثالثاً: الحديث عن عدم تحملك للرجل لأجل الأمور المادية التي يراها إسرافاً على عكس رؤيتك، لا يجب أن يكون عامل حسم في اتخاذ أي قرار سلبي، لأن البيئة لها حكمها، وأنت في موقعك ترين أن من يسافر لأجل العشاء في بلد ما ويعود إسرافاً، بينما من يفعل ذلك قد لا يراه كذلك، فمثل هذه الأمور تخضع للبيئة والأعراف.

رابعاً: مسألة سب الوالد لا بد أن تخفيها عن أبيك، لكن عليك الحديث معه في وقت أنسب عن كلامه ذلك، وهل كان يقصده أم خرجت الكلمة منه خطأ؟ وهل اعتذر منها أم أخذته العزة بالإثم؟

خامساً: إننا ندعوك إلى البحث الآن عن طريق من تثقون فيه ليسأل عن دين الرجل وخلقه، وأن يتم ذلك بعلم الوالد؛ حتى يتخذ القرار الأنسب لكم.

سادساً: نرجو منك -أختنا الكريمة- الفصل بين المشكلة الأخيرة، واتخاذ القرار؛ لأن الرجل فيه صفات إيجابية، وقد تكون عنده أعذار مالية، أو ضغوطات نفسية حالت بينه وبين تأمين المبلغ المطلوب، وقد يكون هو في نفسه يراك مسرفةً، ولذلك نرجو فصل الموقف الأخير ووضعه في سياقه، وكتابة إيجابيات الرجل ووضعها أمامك، مع الواقعية في اتخاذ القرار، ونعني بالواقعية: النظر للمسألة كلها من زواياها المختلفة، من ناحية سنك، وقلة الخطاب، وكثرة الباحثات عن الزواج من البنات، كل هذه أمور واقعية تجعل اتخاذ القرار أقرب بعد الشورى والاستخارة إلى الصواب.

سابعاً: البيت السعيد لا يبنى على التطابق بين الصفات، ولا على المثالية في الاختيار، فلن تجدي كل الصفات الطيبة في رجل واحد، كما لن يجد الزوج كل ما يرغبه في النكاح في امرأة واحدة، ولذلك يبنى البيت على الأغلب، فنرجو أن تضعي هذا في حسابك.

نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً