الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أفسخ الخطبة لأجل الخلاف بين خاطبي وأخي؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا مخطوبة منذ عشرة أشهر، وخاطبي في دولة أخرى، ويسكن هناك في نفس الدولة اثنان من إخوتي،
حدث خلاف بين أخي وخاطبي، وخاطبي اشترط علي أن لا يدخل أخي بيتي بعد الزواج، ولا يذهب هو إلى بيته ولا يلتقي به، مع العلم أن الخلاف بسيط، فهل يحق له أن يمنع أخي من دخول بيتي؟

أنا أفكر في فسخ الخطبة؛ لأنني أشعر أنه شخص غير مؤتمن.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تالا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يصلح بين شقيقك وخاطبك، وأن يصلح الأحوال، وأن يهديهم جميعاً لأحسن الأخلاق والأعمال فإنه لا يهدي إلى أحسنها إلا هو.

بلا شك نحن لا نؤيد الاستعجال في فسخ هذه العلاقة، ونتمنى أن تنجحي في الإصلاح بين الأخ الشقيق والزوج، ونتمنى أيضاً أن يكون للأب وللأم وللكبار دور في هذا الإصلاح، ولا أعتقد أن هذا الحل والاستعجال فيه صحيح، فلا تفسدي على نفسك، فإذا كان الخاطب صالحاً مناسباً لك فليس لك دخل في الذي يحدث بينه وبين شقيقك، واعتقد أن الأسرة أيضاً وحتى الأخ الشقيق سيهمه أن تكوني سعيدة.

ولذلك أرجو أن لا تسير الأمور في هذا الاتجاه، بل ينبغي أن تعاملي الطرفين بطريقة جيدة، طريقة ممتازة، فالشرع الذي يأمرك بطاعة الزوج عندما يصبح زوجاً وتتحول الخطبة إلى عقد نكاح هو الشرع الذي يأمرك بالإحسان إلى هذا الأخ الشقيق، ونحن نعتقد أن هذا الخلاف لن يدوم ولن يستمر، خاصة وأنتم لا زلتم في المراحل الأولى، فنحن لا ندري ما يحدث بعد ذلك، ولكن لا نؤيد فكرة تصعيد الخلاف أو التفكير في ترك هذا الخاطب لأجل ما حصل بينه وبين الأخ. وهذا أيضاً لا يحدد سبب الخلاف؛ لأننا نحن لا ندري الآن من هو المخطئ؟ كيف فهم كل منهما الآخر؟ ما السبب في سوء التفاهم الذي حدث بينهما؟ وأيضاً هذه مشكلات بين الرجال لها قواعد للاشتباك ولها طرائق للحل، ونتمنى أن يكون للعقلاء والفضلاء من محارمك ومن الأهل ومن الطرفين دور في إصلاح هذه العلاقة.

فأعتقد أن هذا القرار غير صحيح، والاستعجال فيه أيضاً غير مطلوب، وأنتم إلى الآن في مرحلة الخطبة، وتحتاجون إلى بعض الوقت حتى تكملوا مراسيم الزواج، وعندها -بإذن الله تبارك وتعالى- تتغير الأمور، ويتحول هذا البغض إلى حب، وهذا الخصام إلى تواصل، والله بيده قلوب العباد يصرفها ويقلبها، نسأل الله أن يؤلف بينهم وأن يغفر ذنوبنا وذنبهم، وذكري شقيقك وذكري هذا الخاطب أيضاً بأنه لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، ثم قال: وخيرهما الذي يبدأ بالسلام.

فشجعي الطرفين ليكون الذي يبتدئ هو الذي يفوز بهذا الوسام النبوي، خيرهما الذي يبدأ بالسلام، فنسأل الله أن يعينك على الإصلاح، وأكرر دعوتي لعدم الاستعجال وعدم الاندفاع في هذا الأمر، فهذا الخصام غداً -بإذن الله- يتغير وتعود الأمور إلى نصابها وصوابها.

نسأل الله أن يصلح القلوب، وأن يلهمكم جميعاً السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً