الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اضطراب النوم وعلاقته بالاكتئاب والوساوس القهرية.

السؤال

السلام عليكم..

أنقذوني فأنا أعاني من عدة أمور منذ 3 سنوات.

فلا أستطيع النوم وبخاصة في الليل على الرغم من أني لا أتناول المنبهات أبداً، وقد استخدمت جميع الطرق للنوم مبكراً، وشرب حبوب منومة.

أعاني من اكتئاب شديد ومن شك بكل شيء حتى بنفسي، وأعاني من خوف من مواجهة أي أحد، وأشك بكل الناس حتى خطيبتي وأهلي، ولدي وسواس مزعج في الصلاة لدرجة أني أعيد الصلاة أكثر من مرة، وكذلك الوضوء.

فأرجوكم ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ خليل حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم، فهنالك أسباب كثيرة تؤدي إلى اضطراب النوم أو ضعف النوم، أو عدم الاستمتاع بالنوم، أو حتى الإنسان يمكن أن ينام، ولكنه لا يحس أنه نشط في الصباح، وهذا أيضاً دليل على أن النوم ليس صحيّاً.

من أسباب عدم النوم بصورة جيدة هو القلق والاكتئاب النفسي والوساوس القهرية، كما أن الآلام الجسدية ربما تؤدي إلى اضطراب النوم، وهنالك أسباب أخرى منها تناول الشاي والقهوة والمكيِّفات بصفة مستمرة في المساء، وعدم ممارسة التمارين الرياضية، كما أن بعض الناس لا ينتظم في وقت نومه، وهذا يؤدي إلى اضطرابٍ فيما يعرف بالساعة البيولوجية وهي التي تنظم نومنا.

أرجو أن تتبع الإرشادات الآتية:

أولاً: أرجو ألا تنام مطلقاً في أثناء النهار.

ثانياً: عليك أن تمارس الرياضة، الرياضة بجميع أنواعها جيدة وممتازة، خاصة رياضة المشي والجري.

ثالثاً: عليك أن تثبت وقت الفراش، أي الوقت الذي تذهب فيه إلى النوم يجب أن يكون ثابتاً.

رابعاً: عليك أن تتناول حليباً دافئاً قبل النوم.

خامساً: أرجو ألا تتناول مطلقاً المنبهات التي تحتوي على الكافيين بعد الساعة السادسة مساءً؛ خاصة القهوة والشاي والبيبسي.

سادساً: عليك الحرص على أذكار النوم.

سابعاً: عليك ألا تضع أي تلفيزيون أو راديو في غرفة النوم.

ثامناً: عليك أن تقرأ شيئاً بسيطاً وقصيراً قبل النوم.

تاسعاً: عليك أن تجلس قليلاً في الكرسي قبل أن تذهب إلى الفراش، وذلك حتى تحس بالنوم ثم بعد ذلك تذهب إلى الفراش.

هذه الإرشادات النفسية من يتبعها يستفيد فائدة كثيرة وينتظم في نومه.

أنت تعاني أيضاً من بعض سمات الاكتئاب -كما ذكرت- ومن بعض الوساوس القهرية، وهذه يجب أن تعالج، وإن شاء الله تعالج عن طريق الدواء.

وبالنسبة لوساوس الصلاة عليك أيضاً أن تقاومها وأن تحاربها وأن تحقرها، وأن تقوم بتطبيق المضاد لها، صدقني سوف تتحسن كثيراً.

سوف أصف لك دواءً جيداً وممتازاً، وهو من الأدوية القديمة، ولكن يعرف أنه فعّال في علاج الوساوس، ويعرف بأنه يحسن النوم جدّاً، هذا الدواء يعرف باسم أنفرنيل، أرجو أن تبدأه بجرعة 25 مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفع هذه الجرعة بمعدل 25 مليجرام كل أسبوعين حتى تصل إلى 100 مليجرام في اليوم، خذ بعد ذلك 25 في الصباح و75 ليلاً، هذا بالطبع حين تصل لجرعة الـ 100 مليجرام.

الإنفرانيل من الأدوية الجيدة، فقط يسبب بعض الآثار الجانبية البسيطة، مثل الشعور بالجفاف في الفم والإمساك، كما أنه ربما يؤخر القذف قليلاً عند الرجال، ولكنه سوف يساعدك في النوم وسوف يعالج الوساوس وسوف يزيل الاكتئاب إن شاء الله.

لابد أن تستمر على جرعة الـ 100 مليجرام لمدة ستة أشهر على الأقل، ثم بعد ذلك ابدأ في تخفيض الجرعة بمعدل حبة واحدة من عيار 25 مليجرام كل شهر حتى تتوقف عنه.

أرجو اتباع الإرشادات السابقة، وكذلك تناول العلاج، وأنا على ثقة تامة بإذن الله تعالى، أن ما بك سوف يزول وسوف تهنأ بنوم سعيد، وبارك الله فيك.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق عاشق اليل

    والله كلامك كلة صدق بارك الله فيك

  • مصر ندى

    السلام عليكم شكرا وبارك الله فيك عندى طفل كان يحتاج لهذا كثيرا شكرا لك على هذه الاجابة الجميلة جدا السلام عليكم

  • السودان كليم

    شكرآ يااخي وبارك الله فيك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً