الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شاب تقدم لخطبة فتاة فرفض أهلها حتى تكمل دراستها.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الشيخ الفاضل/ أحمد مجيد حفظه الله.

أنا شاب ملتزم دينياً، وبعد نهاية الفترة الدراسية الجامعية أردت الزواج لكي لا أقع في الحرام، ورغم كل الإحراجات مع أهلي إلا أني طلبت منهم ذلك وأخبرتهم بالفتاة التي تمنيتها منذ الصغر، وقلبي معلق بها، ولكن مشكلتي عندما أرسلت أهلي لطلب يدها رفض أهلها وقالوا: نحن لا نريد أن نزوج الفتاة إلا بعد أن تكمل دراستها، وهي 3 سنوات على الأقل، ولا نريد أن نعطيك كلمة بأننا سوف نزوجها لك بعد قضاء تلك الفترة، ومع أني مستعد لذلك، لكن أهلها يرفضون ذلك بل اكتفوا بالقول: (تنهي الفتاة دراستها والله كريم).

هذا جوابهم، فماذا أفعل؟ ومع أني استخدمت شتى الوسائل سواء أقاربهم وغير ذلك، لكن لا جواب إلا بعد إكمال دراستها، وهذه الفتاة أنا معجب بدينها قبل جمالها، وأدعو الله أن يكون فرجي قريباً، ولكن ماذا أفعل؟ أرجو منك الاستشارة، وأعانكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مجيد البراك حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:-

فلابد لمكثر القرع للأبواب أن يلج، فكرر المحاولات، وأدخل الوساطات، وتوجه إلى رب الأرض والسماوات، فإن أصر أهل الفتاة ولم تستطع أن تعبر عن وجهة نظرها فالنساء غيرها كثير، ولا أظنك تسعد مع فتاة يسيطر عليها أهلها، ويتكلمون بلسانها حتى في أخص خصوصياتها.

فابحث عن صاحبة الدين، وتمسك بوصية رسولنا الأمين القائل: (فاظفر بذات الدين)، وابدأ المشوار الجديد بالتأكد من قبول الفتاة وأهلها، ولا ننصحك بالانتظار لأن إجابة أهل الفتاة غير واضحة، ولا داعي للانزعاج والغضب، فإن الأمر بيد الله، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده، ولعل الخير في ما قدره الله، قال تعالى: ((وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ))البقرة:216].

وليس في تأخير الزواج خير، وخير البر عاجله، فقدم طاعة الله، وأشغل نفسك بعبادته وطاعته، وسارع بإعداد ما تحتاجه لزواجك، واعلم أن في النكاح عون على الطاعات.

ونحن نتمنى أن يحرص الشباب على عدم تأسيس عواطف مركزة قبل معرفة إمكانية الزواج، وليس في ذلك، فكل العلاقات التي تحصل قبل الرباط الشرعي تقوم على المجاملات والنظرة بعين الرضا وحدها، ومن هنا أرادت الشريعة أن تكون الخطوة الأولى هي القبول والرضا مع الحرص على طلب يد الفتاة من أوليائها.

ونسأل الله أن يوفقك للخير وأن يقدر لك الخير.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً