الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد حلولاً ناجعة للتحكم في الشهوة الزائدة.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

السؤال : كيف أتحكم في شهواتي؟

أرجو الرد لو سمحت، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Bravo حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن الله أعطى الإنسان عينين، وأعانه عليهما بجفنين، وأعطاه لساناً وأعانه بشفتين، وأمر الإنسان بغض بصره وبكف لسانه، وقد أحسن من قال:

كل الحوادث مبدأها من النظر** ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فعلت في نفس صاحبها ** فعل السهام بلا قوس ولا وتر

وأبلغ من ذلك قول ربي جل في علاه: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ )[النور:30-31]، وخير ما يُعين الإنسان على التحكم في شهوته -بعد توفيق ربه- هو حرصه على غض بصره، لأن الآية رتبت حفظ الفرج وزكاة النفس وصفائها على غض البصر، ومما يعنيك على ذلك:

1- اللجوء إلى من يجيب من دعاه.
2- البعد عن مواطن النساء، وتجنب الخلوة؛ لأن الشيطان هو الثالث.
3- مراقبة الله في السر والعلن.
4- تجنُّب القنوات الهابطة والمواقع الساقطة والمجلات العاهرة.
5- تجنُّب الوحدة لأن الشيطان مع الواحد.
6- البعد عن رفقة السوء.
7- شُغل النفس بالخير قبل أن تشغلك بالشر.
8- استخدام طاقات الشباب في المفيد، وتجنب الأكلات الدسمة.
9- عدم المجيء للفراش إلا عند الحاجة للنوم، والحرص على الطهارة وأذكار النوم، وعدم المكوث في الفراش بعد الاستيقاظ.
10- الإكثار من الصوم فإنه وجاء، يعني فيه كسرٌ لحدة الشهوة.
11- السعي في طلب النكاح فإنه العلاج الكامل لمسألة الشهوة.
12- الحرص على تقوى الله وإدراك خطورة المعاصي.
13- إدراك خطورة العدوان على أعراض الآخرين لأن الجزاء من جنس العمل، وذلك لأن صيانتنا لأعراضنا تبدأ بصيانتنا لأعراض الآخرين.
14- إدراك خطورة إطلاق البصر لأنه يجلب الآهات والحسرات، وقد أحسن من قال:
وأنا الذي جلب المنية طرفه *** فمن المطالب والقتيل القاتل

لا يخفى على أمثالك أن إطلاق البصر يوصل إلى العشق الذي يوصل إلى الشر، فعمِّر قلبك بحب الله، واعلم أن في غض البصر نجاةً ونجاحاً، وسلامةً للقلب وفلاحاً، فإن النظر سهم مسموم يفسد القلب، ويهلك العبد.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر عبد لله

    شكرا كتير

  • الجزائر salima

    thanks so mutch.

  • السعودية عبدالتواب عبدالرحيم

    اجابة مختصرة لكن جمعت العلاج والوقاية جزاك الله خير
    بقي التطبيق والصدق مع الله

  • الأردن ahmad

    thanks

  • مصر ابراهيم القواس

    جزاك الله خيرا

  • المغرب عبدالرحمان اومنصور

    شكرا جزيلا علي هده المعلومات القيمة بارك الله فيك

  • السودان مجهول

    بارك الله فيكم يا اخوان الخير

  • محمد

    جزاكم الله خيرا
    اعيدوا تاهيل الكتاب لتحفيظ القران للصغار والكبار

  • سوريا عمار

    جزاك الله خيرا

  • أمريكا محمد امين

    جزاك الله خيرا وساجرب ان شاء الله مع انني ارى ان شهوتي اصبحت متسحوذة علي بالنسبة 80% ولكن ساحاول تحكم بها و غريب انه انا لا اشاهد شئ او ابقى اشاهد في فتيات ةلكن ذكرت بعد نقاط التي تتواجد بي و هي تواجد دائما لوحدي واحاول تواجد لوحدي و بعد عن الاخرين و اصبحت لا انخرط في رياضات و استغلال وقتي فقط في فراغ ولكن بعد عسر يسر الكمال على اااه ساحاول ان شاء الله تنجح

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً