الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فتاة ترغب في الزواج من رجل متزوج بامرأتين

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة أبلغ من العمر 25 سنة، مشكلتي هي أني أعشق رجلاً متزوجاً من امرأتين، وهو كذلك يحبني ويحترمني وتقدم إلي، ونسبة لأنه شخص محترم ومتدين ومسئول، وبه صفات جميلة جداً، وافق عليه أهلي، لكن أنا رغم حبي له وتعلقي به أصبحت أرفض كل من يتقدم لي بسببه، ولا أستطيع أن أتخلى عنه، لكني في أشد الخوف من زوجاته، علماً بأن زوجات هذا الرجل على درجة قليلة جداً من التعليم وأنا جامعية وموظفة.

ماذا أفعل؟ هل أتوكل على الله وأتزوج أم أرفض حبي الذي عشت العمر أحلم به وأنا متأكدة بأني لا أستطيع تقبل رجل آخر غيره؟

أنا في حيرة من أمري، وأصبحت أفكر في الموضوع دون جدوى.

أرجوكم دلوني إلى النور وأرشدوني إلى ما هو أصلح لي.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الحائره / Abeer حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن شريعة الله تبيح لهذا الرجل ولغيره أن يتزوج مثنى وثلاث ورباع، وتشترط عليه العدل وتخوفه من الظلم حتى لا يأتي يوم القيامة وشقه مائل.

وإذا كنت تميلين إليه ويميل إليك (فلم ير للمتحابين مثل النكاح)، ولا خير في حب لا ينتهي بالزواج، وهل يمكن أن يحصل حب حقيقي إلا بعد الزواج حيث تظهر الصفات الخفية.

ولا شك أن وجود زوجات أخريات في حياة الرجل يجعل المهمة معقدة، ولكنها ليست مستحيلة، بل قد تكوني سعيدة جداً معه إذا احتكمت إلى الشريعة وألجمت غيرتك بلجام الشرع، والحياة الدنيا لا تخلو من الأكدار، ولا راحة لأهل الإيمان إلا عند أول قدم يضعها الإنسان في الجنة كما قال الإمام أحمد.

ونحن ندعوك إلى الاستخارة وهي طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمها لأصحابه كما يعلمهم السورة من القرآن ثم شاوري محارمك أهل الخبرة والدراية ثم توكلي على من بيده التوفيق والهداية، وانظري في هذا الأمر بطريقة شاملة، ولا أظن أنك ترغبين في غيره، ومن مصلحتك حسم هذا الأمر في أسرع وقت؛ لأن استمرار الوضع بهذه الصورة سوف يؤثر على دينك، ومستقبلك وسعادتك.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله وبضرورة الحرص على طاعته، واعلمي أنك مطالبة بحسن العشرة لزوجك وباحتمال ما قد يصلك من الأذى، وإذا تذكر الإنسان لذة الثواب نسي ما يجد من الآلام.

وفي الختام نرحب بك في موقعك، ونتمنى لك التوفيق والسداد.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً