الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج القلق التوقعي المتمثل في عدم التركيز

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من حالةٍ نفسية ألا وهي كثرة التفكير في الناس وماذا سأقول لهم؟ وكثرة التفكير في حياتي اليومية، ولقد وصلت لحالة عدم التركيز وعدم القدرة في السيطرة على التفكير، وذهبت إلى الدكتور فوصف لي دواء الأركالين، ولكن عند عدم أخذ الدواء أرجع لنفس الحالة وأشد، فماذا أفعل؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حاتم حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهذا النوع من كثرة التفكير والانشغال وماذا سوف تقوله للناس ومحاسبة الذات؛ هذا كله هو نوعٌ من القلق، ويُسمى أيضاً بالقلق التوقعي، وهذا بالطبع يدخلك في حلقة مفرغة من التفكير المتكرر مما يضعف أيضاً من تركيزك ومن ثقتك في نفسك، فأرجو - كوسيلةٍ للعلاج - أن تجلس في مكانٍ هادئ ثم بعد ذلك فكِّر في هذه الأفكار المتواترة التي تأتيك، وأنت في منتصف وقمة التفكير قُم بالضرب على يديك بقوة حتى تحس بالألم، وهنا ركِّز على الألم أكثر من التركيز على هذا النوع من التفكير، وكرر هذا التمرين النفسي البسيط من أربع إلى خمس مرات، والذي يُقصد به هو أن تربط هذه الأفكار المتواصلة مع الألم، وهذا يؤدي إلى إضعاف هذا النوع من التفكير.

ثانياً: أنت مُطالب بأن تكون منطقيّاً في تفكيرك، فاجلس مع نفسك أيضاً في هدوءٍ وقل: لماذا أشغل نفسي بالناس؟ يجب ألاَّ أشغل نفسي بالناس، ويجب أن أتعامل معهم كما يعاملونني، وألاَّ أسرف أبداً في التفكير.

وأما بالنسبة للتفكير في الحياة اليومية فهذا أمر مطلوب، ولكن بشرط ألا يكون أمراً شاغلاً، والذي أراه هو أن تكثر من التسبيح والاستغفار وستجد أن هذا أخذ حيِّزاً كبيراً من هذه المشاغل اليومية، وبعد ذلك سوف تجد أن تفكيرك أصبح أكثر منطقيّاً وأقل قلقاً.

ثالثاً: أنت أيضاً مطالب بإجراء تمارين الاسترخاء – أي نوع من تمارين الاسترخاء – وخاصة تمارين التنفس المتدرج، وهنالك عدة كتيبات وأشرطة توضح إجراء هذه التمارين، وهنالك كتب في مكتبة الأنجلو متخصصة في هذه التمارين.

رابعاً: عليك أيضاً بممارسة الرياضة الجماعية؛ فهذا الأمر نوصي به الكثير من الناس لأن الدلائل تشير على أنه مفيد جدّاً كما أن الأبحاث العلمية تدل على ذلك، فأي نوع من الرياضة مثل الجري والمشي يساعدك كثيراً.

خامساً: أنت أيضاً محتاج لتنظيم وقتك، فحدد وقتاً للعمل وللنوم وللراحة وللاسترخاء وللتواصل وللعبادة وللرياضة، فحين تحدد الوقت وتقسمه سوف تزاح منك هذه السيطرة والفكرة التي سيطرت نفسها عليك وهي التفكير في الأمور اليومية.

سادساً: لا مانع من استعمال الأدوية، وأنا أصف لك دواء بسيط جدّاً مثل موتيفال، وهو أفضل من الأركلين، فتناول الموتيفال بجرعة حبة واحدة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفعه حبة واحدة ظهراً وحبة واحدة ليلاً لمدة شهر، ثم خفِّضه إلى حبة واحدة لمدة ثلاثة أشهر، وعليك بمواصلة الإرشادات الأخرى بجانب هذا الدواء، ومواصلة الإرشادات وتغيير نفسك داخليّاً وفكريّاً سوف يمنع الانتكاسة حين تتوقف عن الدواء.

وعموماً؛ فهذا مجرد نوع من القلق وسوف يزول باتباعك لما سبق من إرشادات ونصائح.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر mahmoudahmed

    جميل جدا جدا وجزاك الله خير ولك في ميزان حسناتك

  • مجهول احمد

    شكرآ

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً