الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

انشغال المرأة بالتفكير في رجل لم يتقدم لخطبتها وردها الخطاب من أجله

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة ناجحة، وعمري في أواخر العشرينات، لم أتزوج، وأعمل في مؤسسة ضخمة، وأتمنى أن أرتبط بإنسان طموح وناجح، ولكني لا أؤمن بالحب من أول نظرة، وأعتبره كلام مسلسلات وأفلام فقط، ولكن الذي حدث أني من خلال عملي تعرفت على تلك الشخصية معرفة بسيطة جداً، ولكنه لفت انتباهي بشكل كبير جداً، مما شجعني على إكمال دراستي والاجتهاد في عملي، وكان التعامل بيننا بسيطاً وضمن مجموعة أفراد، فلم نتحاور في أي مواضيع خاصة، فكل الحديث لدقائق صغيرة ومع مجموعة من الأشخاص، ولكنه أصبح يسيطر على تفكيري، وكلما يأتي خاطب فإني أقارنه به فتفشل الخطبة.

وكنت أراه قليلاً جداً، وأشعر بفرح شديد عند حدوث ذلك، وشعرت بأني ألفت انتباهه ففرحت لذلك وأظهرت أني لم أنتبه لذلك حتى يتمسك بي أكثر، وقد حاول مرة أن يكلمني لكني أظهرت شدة وعدم ليونة؛ لأني لا أحب المراوغة وأحب الوضوح والصراحة، فأنا أبحث عن شريك الحياة وليس للعب أو التسلية، ولكنه صار عمله خارج المؤسسة التي أعمل فيها ولذلك فإني أخاف أن أسأل عنه؛ لأن مجتمعنا سيشك بأي سؤال من هذا النوع، وعندما أسمع عنه أي خبر حتى ولو كان صغيراً فإني أفرح كثيراً، ولا أستطيع نسيانه أو تركه وأتمنى أن يكون شريك حياتي، فماذا أفعل؟ وكيف أُخرجه من رأسي وتفكيري؟!

مع العلم بأن ذلك مؤثر علي في دراستي وعملي وحياتي العادية، ومسبب لي اكتئابا، فما هو الحل؟!

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد أسعدني قولك (أحب الوضوح والصراحة)، فإن هذا هو الحق والخير؛ لأن العلاقة الزوجية لا تقوم على مجرد الإعجاب العابر ولا على التعلق الفاتر الذي يختفي ويظهر أحياناً على استحياء، والإسلام لا يقبل بمشاعر تنمو في الظلام؛ لأنها لا تحقق الأمن والطمأنينة والسلام، فلا تتعلقي بالسراب، واعلمي أن صدق الرجل يكون بطرقه للأبواب وسيره على نهج السنة وأحكام الكتاب، وتظهر جديته في الوضوح والإقدام.

والإسلام يريد للفتاة المسلمة أن تكون مطلوبة عزيزة غالية، لا طالبة ذليلة، وقد أعجبني تمنعك وانشغالك عنه، وأزعجني تفكيرك فيه، فأشغلي نفسك بالمفيد، واعلمي أن طاعتك لله عيد، وسوف يأتيك ما قدره لك رب الإماء والعبيد، ومن يرضى بتقدير الله فهو الموفق السعيد، وتذكري أن الكون ملك لله ولن يحدث فيه إلا ما يريد.

وأرجو أن تتجنبي رد الخطّاب فإن صدق رغبتهم هو الذي دفعهم لطرق الأبواب، واعلمي أن كثرة الرفض تخيف الشباب، واعلمي أنك لم تعرفي من الشاب سوى القشور وغاب عنك اللباب، فلا تتذكري من اختار الابتعاد، ولم يتكلم بكلمة تدل على أنه رجل جاد.

فلا تتعلقي بمن تركك، وعمري قلبك بحب الذي خلقك فسواك وعدلك، وتوجهي إلى الله بحاجتك واسأليه أن يأتي به إن كان في ذلك خير لك، وأن يصرفه عنك إذا لم يكن فيه خير لك، ولا تظلمي من يطرقوا الأبواب، فإنك لم تتعرفي على حقيقتهم وانظري دينهم وأخلاقهم قبل درهمهم وهندامهم.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله وبشرى لمن عمرت حياتها بطاعة الله، ومرحباً بك في موقعك مع آبائك وإخوانك في الله، وقد شعرت أنك عاقلة فقدمي عقلك على العاطفة، واسألي ربك الهداية والعافية.

وأما موضوع الاكتئاب فننصحك بالاطلاع على الاستشارات التالية (237889، 241190، 257425، 262031) ففيها علاج ذلك بإذن الله.

نسأل الله أن يقدر لك الخير والعيشة الهانئة.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً