الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقدم لخطبتي شاب يعمل في البنك، فرفضته، فهل ما فعلته خطأ؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تقدم لخطبتي رجلٌ يعمل في البنك فرفضته، ولكني تلقيت معارضة من الأهل والأصحاب لهذا الرفض على أساس أن الموظفين في البنك كسائر الموظفين يتقاضون أجرهم مقابل الخدمة التي يقدمونها ولا دخل لهم في الأعمال الربوية التي يقوم بها البنك. فما رأيكم في ذلك؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نجاة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الموظفين في المؤسسات الربوية ليسوا كغيرهم من الموظفين، والربا كبيرة من الكبائر أعلن الله حربه على أهلها ومنع الإسلام من الدوران في فلكها، بل وُجد من الفقهاء من يرفض الاستظلال في ظلِّها من حرِّ الشمس ووهجها، ونسأل الله أن يكتب لك الأجر على هذا الورع، وأن يرزقك الزوج الصالح التقي الورع.

ونحن ننصح كل فتاةٍ أن تنظر أولاً في دين الرجل وأخلاقه، فهناك من يعمل في مؤسسات ربوية لكنه على خلق ودين ويحتاج فقط إلى من ينصحه ويشجعه ويعاونه على الوصول إلى الحلال البديل، كما أن المرأة العاقلة تنظر في أحوال الرجل بصورةٍ كاملة وتتأمل فيه جوانب الإشراق والتمييز، وتنظر في ميلها إليه والانطباع الذي انقدح في نفسها، وتتأمل البدائل المتاحة، فليس معنى الخلق والدين أن تنتظر الفتاة صحابياً يبعث من القبور ولكنها تنظر في أحوال من حولها فإذا كانوا من المصلين المشهورين بين الناس بالخير وليس فيهم ما يخدش الحياء أو ينافي ما عليه الفضلاء الأسوياء فإنها تقبل بالخاطب منهم، وكأننا نريد أن نقول: إن على الفتاة أن تنظر في أفضل الموجودين ديناً وخلقاً، وكذلك الأمر للرجال فإن المثالية وعدم الواقعية قد تكون أسباباً لعنوسة بعض البنات أو لهروب بعض الشباب من الزواج، وإذا لم يتمكن أهل الخير والصلاح من التأثير على شركاء الحياة فمن الذي سيؤثر على المقصِّرين ويأخذ بأيديهم إلى الصراط المستقيم.

ولذلك فنحن نتمنى أن تعطي نفسك فرصة، ولا بأس من أن تقولي للشاب: ما مثلك يرد ولكني أخاف من اللقمة الحرام، فإن تركت العمل في ذلك المكان فلك مهري لا أريد غيره. فربما كان مثل هذا الموقف سبباً في عودته إلى الصواب، كما أرجو أن توصلي وجهة نظرك إلى أهلك ومحارمك بصورةٍ واضحة، وعليكم أن تُحسنوا الاعتذار إذا حصل الرفض، فإن من حق كل فتاة أن ترفض ولكن ليس من حقها أن تسيء وتجرح أو تذكر عيوب من تقدم إليها.

وأجو أن تعرفي هل للرجل مصدر دخل آخر، ولماذا يعمل في هذا المجال؟ وهل هناك بدائل من الحلال؟ وما هو مدى استعداده للبحث عن اللقمة الحلال؟ وهل ظروف العمل الحلال موجودة؟ وما هو رأي العلماء الثِّقات في بلدكم؟

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ومرحباً بك في موقعك مع إخوانك في الله. ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يغنينا بحلاله عن الحرام، وبفضله عمَّن سواه.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً