الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما نصيحتكم لشاب يرغب في الزواج لكن أسرته رفضت لأنه غير قادر عليه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

يريد أخي الأصغر مني أن يتزوج، وأنا أراه غير كفءٍ في تحمل مسؤولياته، ويوافقني الجميع في هذا الرأي، غير أن بقية إخوتي لم يسمعوا بالخبر، وأما أبي فقد عارضه، ولكنه بدا غير راضٍ، وحينما بادرته في الموضوع ثار علي حتى وصل به الأمر إلى التهديد بالانتحار، وأنا خائفٌ عليه، كما أني لا أريده أن يتزوج - ليس من باب الغيرة - ولكنني أعرفه جيداً فهو غير قادر وما زال صغيراً في عقله. أرجوكم أن تنصحوني لأني حائرٌ فيما أفعل؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هشام حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الشباب في هذا العمر وفي مثل هذه الموضوعات يُفيد معهم الحوار الهادئ القائم على الأخذ والرد وطرح الاستفهامات حتى نصل معهم إلى الإقناع، وكما قِيل: إذا أردت أن تُطاع فعليك بالإقناع. والفرق كبير بين أن تقول للشاب: (لا) وبين أن نُعلن له رفضاً بعد حوارٍ ودراسة يشارك فيها، وماذا لو قلنا له: لا شك أن دخولك بيت الزوجية أمرٌ يفرحنا ولكن هذا الأمر يحتاج لاستعدادات وتجهيزات، فالزواج مسئولية ولو كانت الظروف متيسرة لساعدناك، كما أن للمرأة بعد زواجها طلبات واحتياجات فهي تحتاج إلى ما تلبسه وإلى ما تتزين به، ولابد من تقديم هدايا لأهلها، ولن تقبل أن تعيش دون مستوى غيرها، ولذلك فنحن ندعوك للتفكير في هذه الأشياء، ولا يخفى عليك أن الإنسان إذا أراد النجاح والاستقرار فعليه أن يبدأ بعرض الأمر على أهله وأن يشاورهم في الأسرة التي ينوي الارتباط بها، وأن يطلب مساعدتهم وموافقتهم، وعليه أن يستشير ويستخير وذلك لأن مشوار الحياة طويل، ويُفضل أن يكون مُحاوره قريباً من سنه، وأنت أنسب من يناقشه في هدوء، وأرجو أن تقول له: كلنا سوف نسعد باليوم الذي تتمكن فيه من الاعتماد على نفسك، ولا تظن أن والدي غير مهتم بموضوع زواجنا لكنه - وكذلك الوالدة - يريدون لنا بيوتاً مستقرة وحياةً هانئة سعيدة، وهذا لا يتحقق إلا باللجوء إلى الله واتخاذ الأسباب وتوفير ما يتيسر من الأموال.

وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله، وأرجو الاقتراب منه ومساعدته إذا كان ذلك بالإمكان، مع ضرورة تفهم الحاجات التي دفعته لطلب الزواج، فإن الفتن والشهوات لها انعكاساتها السيئة على الشباب، وما أحوج شبابنا إلى من يفهم أحوالهم ويدرك ما يدور في نفوسهم ويأخذ بيدهم ويربطهم بربهم وبدينهم. ونسأل الله أن يسهل أمره وأمركم.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً