الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشكلة نتف الشعر وعلاجها النفسي والدوائي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أعانى منذ عشرين عاماً تقريباً من عادة غريبة وهي شد شعر رأسي مما أفقدني الشعر في مساحة كبيرة من رأسي، وبدأ الشعر الجديد ينمو إلا أنني أقوم بشد الشعر الجديد أيضاً بواسطة الملقاط، وذهبت إلى أكثر من طبيب وأخذت العلاج ولكن دون فائدة، ويتكرر هذا في أماكن كثيرة من رأسي، مما أفقدني مناطق واسعة من شعر رأسي، ويدفعني إلى لبس الطرحة في البيت؛ خوفاً من أن يراني أحد بهذه الصورة، ومما دفعني أيضاً لعدم الزواج؛ لأنني محجبة ولا يمكن أن أقول لأي عريس يتقدم إلي بهذه المشكلة، الآن ليس في عدم الزواج ولكن في أن أتعرض لأي سبب من الأسباب من أن يراني أحد بدون شعر بصورة ملحوظة.

فبالله عليكم هل ممكن مساعدتي؟ وهل لهذه المشكلة من حل؟ علماً أنني عملت عدة جلسات ولكن دون فائدة لأنني أقوم بشده مرة أخرى، فهل لي من علاج؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Saharmohammed حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أختي الكريمة! أنت أخصائية اجتماعية، وأنت لست بعيدة من الطب النفسي أو الصحة النفسية بصفة عامة.
هذا يعرف بنزع الشعر القشري، وهو واحد من الحالات التي يشخصها معظم الأطباء على أنه نوع من الوساوس القهرية المرتبطة بالقلق، وهو بالطبع عادة مكتسبة، وقد يجد الإنسان صعوبة في التخلص منها ولكنها ليست مستحيلة، وتزداد هذه الحالة وتنقص، فمثلاً عند بعض الناس تزداد مع الضغوطات النفسية أو في أوقات القلق والتوتر وتقل كثيراً في أوقات الانشراح والانبساط والارتياح النفسي بصفة عامة.

أختي الكريمة، أرجو أن لا تيأسي من مواصلة الجلسات النفسية، وكذلك عليك أولاً بالقيام بجلسات استرخاء، فجلسات الاسترخاء تعتبر جيدة ومفيدة جداً كجزء من العلاج النفسي العام لهذه الحالات، وتوجد عدة أشرطة وكتيبات، أو يمكنك الاستعانة بإحدى الأخصائيات النفسيات من زميلاتك وذلك للتدرب على كيفية إجراء تمارين الاسترخاء.

ثانياً: عليك التعبير عما بداخلك خاصةً الأشياء والأفكار الغير مرضية؛ لأن الاحتقان النفسي كما يرى بعض العلماء النفسيين ربما يُعبر عنه بواسطة أفعال، هذه الأفعال تحمل صيغة عقوبة النفس أو عقوبة الذات، وإذا أخذنا بهذه المدرسة وهذا المنهج التحليلي أنت هنا تكوني بنزعك لشعرك تعاقبين ذاتك، إذن التفريغ النفسي والتفريغ عن الذات يعتبر أيضاً وسيلة طيبة من وسائل العلاج.

الطريقة الثالثة: هو الذي أرجوه أن تجلسي في مكان هادئ وأنت مسترخية، وتتأملي أنك الآن سوف تبدئين في نزع شعرك، وحين ترفعي يدك وتضعيها على رأسك وتضعي يدك على شعرك، ثم بعد ذلك فجأة حركي يدك إلى اتجاه مضاد وقومي بالضرب على يدك على جسم صلب، حتى تحسين بنوع من الألم الشديد، والفكرة هنا هي أن تربطي بين هذا الألم وبين الميول لنزع الشعر؛ لأن نزع الشعر يعتبر فعلاً نفسياً مفضلاً بالنسبة لك، وحين يدخل عليك الألم الذي يتأتى من الضرب على اليد -الألم بالطبع أمر مرفوض وشعور غير مقبول، فإذن الشعور المحبوب أو المفضل وهو نزع الشعر هنا حين يمتزج ويلتصق ويتفاعل مع الشعور المضاد وهو الألم سوف يقل الشعور الأول وهو الميول إلى نزع الشعر- هذه التمارين بالطبع تحتاج إلى الكثير من التكرار والكثير من الصبر، ولكنها مجدية فيما أعرف .

الجزء الرابع من العلاج: هو العلاج الدوائي، الآن الدراسات تشير أن عقار فافرين وهو من الأدوية المضادة للقلق والاكتئاب يعتبر من الأدوية المفيدة جداً في هذه الحالة، وعليه أيتها الأخت الكريمة أرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة خمسين مليجرام ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى مائة مليجرام واستمري عليها لمدة شهر، ثم ارفعي الجرعة إلى 200 مليجرام، وتعتبر هذه هي الجرعة العلاجية المفيدة، علماً بأن هذا الدواء يمكن أن ترفع جرعته إلى ثلاثمائة مليجرام في اليوم، ولكن لا أظن أنك في حاجة إلى ذلك، اجعلي الجرعة كما ذكرت لك 200 مليجرام يمكن أن تتناوليها كجرعة واحدة ليلاً أو يمكن أن تقسم إلى 100 مليجرام ظهراً و100 مليجرام ليلاً، استمري على جرعة الـ200 مليجرام لمدة ثمانية أشهر، ثم بعد ذلك خفضيها إلى 100 مليجرام كجرعة وقائية واستمري على هذه الجرعة أي 100 مليجرام ليلاً، استمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفضي الجرعة إلى 50 مليجرام ليلاً واستمري عليها لمدة شهرٍ واحد، ثم توقفي عن تناول الدواء.

أيتها الأخت الكريمة! أرجو أن أذكرك أن هذه الحالة يمكن أن تعالج، وعليك اتباع الإرشادات السابقة.

وعليك أيضاً مواصلة الجلسات مع طبيبك أو الأخصائية النفسية، وعليك ممارسة تمارين الاسترخاء والتعبير عن الذات وتناول الدواء الذي وصفته لك، وأرجو أن لا تحسي بالحرج في هذه الحالة، أنا لا أقول لك تحدثي للناس عنها، ولكن هذه أمور بسيطة، ويمكن علاجها، ويمكن تداركها.

وأسأل الله تعالى أن ييسر أمرك وأن يرزقك الزوج الصالح، وبالله التوفيق والسداد.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السودان توحة

    ربنا يشفيك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً