الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فتور العلاقة العاطفية من الفتاة تجاه خطيبها

السؤال

السلام عليكم.

أنا مخطوبة منذ سنة ونصف، خطيبي يبلغ من العمر 33 سنة وأنا عمري 21 سنة، هو طيب معي، ولكني دائماً أشعر بعدم الرضا عنه برغم أنه يتمنى إرضائي، لا أعرف ماذا أعمل؟! أنا أتمنى أحبه بجد لكن لا أعرف! ودائماً أقول لنفسي لو أني خُطبت لأحدٍ غيره لكان أحسن!
لو سمحتم ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دينا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يرزقك محبة زوجك، وأن يشرح صدرك له، وأن ينزل عليكم السكينة والرحمة، وأن يجعلكم من السعداء.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه ومما لا شك فيه أن الحب شيء جميل، ولذلك جعله الله أساساً لعلاقة عباده الصالحين به، وبين أن من أهم صفاتهم أنهم أشد حباً لله، وإن من أعظم مظاهر السعادة والاستقرار النفسي والأسري أن تعيش الزوجة مع زوج يحبها وتحبه، ولكن يا ترى كيف يأتي الحب؟ إن الحب لا ينشأ غالباً إلا بالمباشرة وحسن المعاملة والتقدير والاحترام المتبادل، وحرص كل طرف على إسعاد الطرف الآخر، وهذا بالطبع لن يتأتي إلا بوجود احتكاك مباشر بين الطرفين، وهذا هو الزواج الذي اعتبره الإسلام القناة الوحيدة التي توفر الفرصة لنشوء هذه المحبة وتنميتها وتقويتها، ولذلك أقول لك لا تشغلي بالك بهذه المسألة، فإن المحبة ستأتي مع الأيام إن شاء الله، واعلمي أنها وحدها لا توفر السعادة إذا لم يكن هناك احترام متبادل، وتقدير ومراعاة للمشاعر، وهذه -صدقيني- أهم وأخطر من الحب الذي لا يستطيع وحده قطعاً أن يوفر التفاهم والانسجام الكامل في الحياة، وأتمنى ألا تُشعري خطيبك بعدم سعادتك معه؛ لأن هذا سيؤدي قطعاً إلى نفوره منك وعدم انسجامه معك.

كان هذا جواب الشطر الأول من سؤال: (أنا أتمنى أحبه بجد)

أما ما يتعلق بقولك: (لو أني خُطبت لأحدٍ لكان أحسن!) فهذا مبني على أساس اختيارك لشريك حياتك هذا، فالأصل أن يكون الاختيار مبنيا على أصلين عظيمين هما الدين والخلق، فإذا صح هذان الأصلان وتوفرا في الخاطب نظرنا إلى بقية الصفات الفرعية الأخرى، والتي هي الحسب والنسب والجمال والمال، فكما أنها يستحسن وجودها في المرأة فكذلك الحال بالنسبة للرجل، وأحياناً بسبب بعض الصفات الفرعية قد لا يحصل التوافق بين المخطوبين، ولذلك شرعت الرؤية الشرعية لكي يتحقق كل واحد في الصفات الظاهرة التي ترغبه في إقامة علاقة طويلة قد لا تنتهي إلا بالموت وهي علاقة الزواج الذي أباحه الله جل وعلا-
فإن كانت هذه الصفات أو بعضها متوفراً بشكل إيجابي في خطيبك، فلا داعي للالتفات بعد ذلك إلى فتور العلاقة أو من جهتك على الأصح؛ لأن هذا أمر طبيعي بين كل غريبين لم يلتقيا من قبل ولم يألفا بعضهما، وإنما تقع هذه الألفة بالزواج.
كما أن فترة الخطبة إذا طالت فإن نوعا من الفتور والملل يطرأ على المخطوبين، وهذا أمر طبيعي يحصل في مثل هذه الفترة الطويلة كحالتك مثلاً سنة ونصف كما ذكرت.
نسأل الله أن يتم عليكما نعمته وأن يتمم لكما زواجكما على خير حال وأحسنه.
والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • تركيا روعة

    وانا مثلك يااختي بقالي سنة وشهرين ولسا راح نضل فترة لاتقل عن ستة اشهر وايضا دب بيننا البرود العاطفي

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً