الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مدى إمكانية عودة خلايا المخ إلى وضعها الطبيعي بعد الإقلاع عن المخدرات.

السؤال

السلام عليكم.

عندي صديق دخن الماريجوانا لعدة شهور في إحدى الدول، ثم أقلع عنها وتاب.

والسؤال هو أن من المعروف أن تدخين الماريجوانا يفسد خلايا المخ، فهل عند الإقلاع عنها تعود هذه الخلايا إلى حالتها الطبيعية؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً على اهتمامك بأمر صديقك، ونحمد الله تعالى أنه قد أقلع وتاب وتوقف عن تناول المرجوانا.

فبداية يعرف عن المرجوانا Marijuana أنها نوع من أنواع الحشيش، والمادة النشطة في الحشيش تسمى بـ(تتراهيدرو كانبينول Tetrahydrocannabinol)، وهذه المادة النشطة تختلف في تركيزها بين أنواع الحشيش المختلفة، فهنالك مثلاً أنواع مثل البانجو الذي يُوجد في بعض مناطق السودان وكذلك مصر والهند، هذا النوع يحمل تركيزاً أكبر من هذه المادة النشطة، والمارجوانا بصفة عامة تحمل أو تحتوي على تركيز أقل من المادة النشطة؛ لأنها تُحضر من السيقان وبعض أوراق نبتة الحشيش.

أما البانجو فهو يحضر من العصارة التي تفرزها الزهرة مع خلطها بالأوراق الصغيرة وكذلك خلطها بمواد أخرى، وهذا يجعل نسبة المادة النشطة أكبر، حيث إن هذه المادة النشطة في البانجو قد تصل إلى ستة أو ثمانية بالمائة، في حين أنها في المارجونا تصل إلى اثنين أو أربعة بالمائة.

الضرر الذي يلحق بالإنسان يعتمد على كمية التعاطي وعلى نوعية مادة الحشيش، والمرجوانا بصفة عامة ربما تكون أقل ضرراً، خاصة إذا لم يتعاطاها الشخص بصورة مكثفة وكثيرة ومنتظمة.

هذا ليس استحساناً أو دفاعاً عن هذا النوع من المخدر، ففي نهاية الأمر ستظل المرجوانا نوعاً من أنواع الحشيش تجلب جميع أنواع الضرر لمن يُدمن عليها.

إفساد خلايا الدماغ وتفتتها -كما ذكرت- يعتمد على عمر الشخص ومدة التعاطي ونوع الحشيش وكيفية التعاطي، وبصفة عامة: الأشخاص الذين يتوقفون عن تناول هذه المادة المدمنة تكون لديهم فرصة كبيرة جدّاً في أن ترجع أمورهم إلى وضعها الطبيعي؛ حيث إن الإفساد الذي يتم في خلايا المخ يختلف من إنسان إلى إنسان.

فإذا كان الخلل الذي حدث يتمثل في تفتت هذه الخلايات وتآكلها هنا تكون فرصة الرجوع إلى الوضع الطبيعي أضعف، أما إذا كان الإفساد حدث في إضعاف التواصل بين خلايا المخ – وهذا هو الأكثر حدوثاً – هنا تكون فرصة أن ترجع الأمور إلى وضعها الطبيعي أكبر.

وعموماً: هذا هو الذي نشاهده، أن الإقلاع عن هذه المادة والتوبة تجعل الإنسان يرجع – إن شاء الله – لوضعه الطبيعي، وسوف يتلاشى أثر التعاطي بمرور الوقت بإذن الله تعالى.

فهذا الأخ له فرصة ممتازة جدّاً في أن تكون أموره طبيعية جدّاً، وعليه أن يجتهد في أن يجعل حياته طبيعية ومثمرة ومنتجة، ويزيد من معارفه ويطور من مهاراته الاجتماعية ويمارس الرياضة، فهذا يعرف عنه أيضاً أنه ينشط خلايا المخ ويضعها في وضعها الطبيعي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على اهتمامك بأمر صديقك هذا وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر eslam

    جزيل الشكر علي هده المعلومات المفيدة

  • مصر mido

    هههههههه صحبك بردو

  • أمريكا طارق

    بارك الله فيك يا اخي على هذه المعلومات المفيدة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً