الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطيبي لم يُشعرني بحبه لي رغم أني أحبه.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة مسلمة وملتزمة ولله الحمد، منذ ستة أشهر تقريباً تقدم لخطبتي شاب فوافقت عليه لأنه ملتزم وذو صفات حسنة، ومنذ ذلك الوقت ونحن سعيدون مع بعضنا ولا نواجه مشاكل ولله الحمد.

ولكن مشكلتي الوحيدة معه أنه منذ أن خطبني لم يُشعرني بحبه لي، وكل حديثه معي حديث عام حول الصلاة والدين وما شابه ذلك، ولم يتحدث معي ولو لمرة حول نفسي، حتى أبسط الأمور بين الخطاب كأن يقول لي كلمة أحبك، ولا يجاملني ولا يشعرني بجمالي بتاتاً، وكثيراً ما أغار من صديقتي عندما تتكلم مع خطيبها في التلفون أمامي، وأتمنى أن يتصل بي خطيبي أمام الناس، فهو يتصل بي لدقيقة أو دقيقتين فقط، فماذا أفعل مع هذا الوضع الذي أمر به؟!

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فتاة مخطوبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الخبطة ما هي إلا وعد بالزواج، ولا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها، ومن هنا يتضح لنا أن التوسع في التعامل في مرحلة الخطوبة مخالف لآداب وأحكام هذه الشريعة المباركة، وما يفعله خطيبك هو الأقرب للصواب، والحب الحقيقي فيه عون على الطاعات ويبدأ بالرباط الشرعي المعلن ويزداد مع التعاون على البر والتقوى ثباتاً وقوة.

وأرجو أن تعلمي أن التعبير عن الحب لا يكون بالكلام وحده، والكلام المعسول فن يجيده كل أحد، ويكثر من هذا النوع كثير من المخادعين، خاصة في فترة الخطوبة، حتى قيل: كل خاطب كذاب، وكثيراً ما تصدم الفتاة بمعاملة من كان يزعم أنه يحبها بعد الزواج حيث يتحول ذلك الكلام المعسول إلى معاناة وكلام مر علقم، حتى قالت إحداهن: أين ذلك الكلام الذي كنت أسمعه منك في فترة الخطوبة؟ فقال لها: أيتها المغفلة إن الصياد يضع الطُعم للسمكة فإذا اصطادها عرضها للنيران، فلا تهتمي بما يحدث واعلمي أن طاعة الله أغلى وأعلى.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بضرورة الاهتمام بصلاتك ودراستك وعبادتك، واعلمي بأن طاعة الله أعلى وأغلى، واشكري زوجك على محافظته عليك وعلى عرضه بالاحتكام إلى شريعة الله، نسأل الله أن يجمع بينكما على الخير.
وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً