الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سؤال الغير الجائز والممنوع منه

السؤال

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم).
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ، و لا ينظر إليهم ، و لا يزكيهم ، و لهم عذاب أليم ، شيخ زان ، و ملك كذاب ، و عائل مستكبر .).
هل هذا شامل لجميع الأعمال كأن يأمر الرجل امرأته تلبية طلباته وتأمر المرأة زوجها تلبية طلباتها كإحضار كأس من الماء وهل يشمل أمر المدير لأحد الموظفين إحضار كأس ماء له إن كان إحضار الماء من واجبات الموظف وماذا لو لم يكن من واجباته وهل يجوز سؤال الإنسان لمن يجب عليهم طاعته أن يلبوا أوامره كعمل ما يشاء له وهل يجوز أن يأمر الصغير الكبير والعكس وتأمر المرأة الرجل والعكس وماذا لو أمر الإنسان من يجب لهم طاعته بأن يتوقفوا عن طاعته في تلبية أوامره ليقوم هو بها بدلا ً عنهم وما الأفضل أن يأمرهم أو يتركهم وماذا لو كانت زوجته هل الأفضل له ولها هو أن يأمرها أو يتركها من غير أن يأمرها وكذلك أولاده الذكور والإناث والعكس في ذلك بأن يكون الأمر أو الترك من الزوجة أو الأولاد هل هو أفضل للزوج ولهم
وهل هذا السؤال خاص بمن يحتاج للمال فقط أو غيره كالطالب يحتاج إلى قلم هل يسأل أحدا ً أن يعطيه قلما وماذا لو أنه يستطيع أن يحضر قلما ولكنه لم يحضره أو كان يستطيع أن يحصل عليه بالشراء أو الذهاب لإحضار قلمه من مكانه ولكنه لم يفعل وإذا كان يترتب على ذهابه أو أن يشتريه ضرر هل يذهب أو يشتريه وماذا لو قال سأسأل الله ولن أسال غيره أبدا ً وهو يعلم أو لا يعلم أنه لو سئل أحدا ً فسوف يحصل على قلم وماذا لو أيقن بأنه لو سأل أحدا ً لن يحصل على قلم منه ما الواجب والأفضل له وما الحكم في قول أسأل الله ولا أسأل عبد الله وقول من شكى همه لله زال ومن شكى همه للناس زاد وغيرها وما الحكم في نشرها وجعلها مبدأ في الحياة والنصح بذلك ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن السؤال المنهي عنه هو سؤال الناس أموالهم كما يفيده كلام شراح الحديث، وقد نصوا على جواز سؤال الإنسان حقا هو له ذكره الصنعاني في السبل وغيره.

وبناء عليه، فطلب الزوج من امرأته أو ولده حقا له، أو طلبها منه حقا لها لا حرج فيه. وكذا المسؤول من عماله وذلك لما لهم من الحق، وأما طلب الشخص من زميله حاجة فالأفضل تركه كما يفيده حديث النفر الذين بايعهم الرسول صلى الله عليه وسلم على عدم السؤال فكان أحدهم يسقط سوطه فما يسأل أحدا يناوله، وأما من كان تام التوكل على الله وليس في قلبه استشراف لأي مخلوق فلا شك أن استغناءه بالله وعدم شكوى بثه وحزنه لغيره أفضل كما عمل يعقوب عليه السلام.

وأما مقولة من شكاهمه لله زال.. الخ فلا نعلم لها أصلا في كلام السلف إلا أنه ثبت في الحديث: من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته، ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله فيوشك الله له برزق عاجل أو آجل. رواه الترمذي وصححه الألباني. وراجع للبسط في الموضوع الفتاوى التالية أرقامها:39228، 57511، 68867، 1519، 58226، 20195، 58722.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني