الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

غير المتسبب في الحادث لاشيء عليه

السؤال

كنت أملك ماكينة لكبس التبن"رباطة" تدار بواسطة جرار"تراكتور" وكان يشتغل على هذه الماكينة عامل بأجر وكان يوجد في ذراع دوار لنقل الحركة من الجرار إلى الماكينة ويثبت هذا الذراع من جهة الماكينة بواسطة مسمار خاص يباع في السوق وينكسر هذا المسمار من حين لآخر وكنا نحمل معنا مجموعة منه كاحتياط وذات مرة أبلغني العامل بأن كمية المسامير قد نفدت وكنا نستعمل بدلها في حالة الاضطرار قضيبا معدنيا نقصه بحجم المسمار تقريبا إلى أن نحضر البديل وقد استعملت هذه الطريقه عدة مرات عندما كنت أشتغل على الماكينة بنفسي وقد أبلغته بأن لا ينزل من على الجرار إلا عندما يكون الجرار لا يشتغل والماكينة متوقفة لأنه يتم التحكم في الماكينة وحركته من الجرار وكنت أخشى أنه إذا نزل وحدث أي طارئ والماكينه تشتغل لا يمكنه تدارك الموقف بسرعة بإطفاء الجرار لكن للأسف الشديد عندما استعمل العامل القضيب المعدني لم يقصه جيدا "وتركه طويلا" حيث لم أكن موجوداً وقد نزل من على الجرار والماكينة تشتغل واقترب من الذراع الدوار الذي به القضيب المعدني وقد تمزقت ملابسه فقط في المرة الأولى واستطاع الإفلات منه أما في المرة الثانية فلم يستطع الإفلات حيث مزق القضيب المعدني ملابسه وأصيب بجروح خطيرة نقل بعدها للمستشفى وفارق الحياة وأنا لم أكن حاضرا للحادث ولكن سرده لدي من كان يساعده في العمل، فأنا الآن أشعر بالذنب لأني لم أحضر له المسامير الخاصة بالماكينة من السوق فور إبلاغي بنفادها، فأرجو أن تفيدوني فهل أنا مذنب؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنك ذكرت أنكم -في العادة- كنتم تستعملون بدل المسامير قضيباً معدنياً تقصونه بحجم المسمار إلى أن تحضروا البديل... وذكرت أنك قد أبلغت العامل بأن لا ينزل من على الجرار إلا عندما يكون الجرار لا يشتغل والماكينة متوقفة.. وقلت إنه في المرة الأخيرة عندما استعمل القضيب المعدني لم يقصه جيداً وتركه طويلاً... ونزل من على الجرار والماكينة تشتغل.. وهذا كله في حال غيابك، وعليه فإنك لست مسؤولاً عن شيء مما حدث، لأنك لست متسبباً ولا مباشراً ولا غاراً غروراً قولياً أو فعلياً، وبالتالي فلا ذنب عليك فيما حدث.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني