الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم وقوع إصابة في حادث سير جراء غيبوبة للسائق

السؤال

أرجو أن تجيبوني للضرورة، ماذا يترتب على المسلم الذي تنقلب به سيارته فتصيب شخصا وهذا الشخص يصاب بشلل، علما بأن السائق لم يكن مسرعا ولا مخالفا لقوانين السير، ولكن ربما لغيبوبة أصابته أثناء القيادة، فهل يأثم، وماذا يترتب عليه من دية، وهل يقبل بقانون الدولة بالحكم عليه بسنة في السجن بالإضافه إلى دفع كافة الأضرار؟ وجزاكم الله عنا خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالسائق إذا كان قد أخذ بكافة الأسباب اللازمة للسلامة وبكافة الاحتياطات فيها، بأن كان قريب عهد بتفقد عجلات السيارة وفراملها ومقودها... وكان لديه الخبرة الكافية المعتبرة في القيادة، وكان ملتزماً بقواعد السير وقوانين المرور، وكان كامل الصحة تام الوعي لم يشعر قبل الحادث بملل زائد أو فتور أو نعاس أو نحو ذلك، مما قد يؤثر على تمام وعيه وتحكمه في السيارة.

فإذا أخذ بكل هذه الاحتياطات فما حدث بعد ذلك مما لم يستطع أن يتفاداه فهو غير مؤاخذ به، لأنه خارج عن إرادته، فأشبه الكوارث التي تبتلى بها الناس، وعلى هذا فلا كفارة عليه ولا دية لأنه غير متسبب.

وبناء على ما تقدم نقول: إن هذه الغيبوبة التي قلت إنها حصلت للسائق أثناء القيادة، إن كان قد شعر بها واستمر في السياقة فإنه يكون بذلك آثماً وضامناً لما ترتب على الحادث، وإن لم يكن شعر بها إلا في الوقت الذي انقلبت فيه السيارة، وكان قبل ذلك في ظروف طبيعية فإنه لا يكون آثماً بما حصل، لأنه حصل في وقت قد رفع عنه فيه القلم.

وأما الحكم عليه بسنة في السجن بالإضافة إلى دفع كافة الأضرار، فإنه يعتبر أمراً صحيحاً إذا كان قد حصل منه تفريط -كما بينا- لأنه يعتبر تعزيراً على فعل يستحق التعزير، وإن لم يكن مفرطاً فمن الظلم أن يحكم عليه بمثل هذا الحكم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني