الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صفات عباد الرحمن في القرآن الكريم

السؤال

ما هي صفات عباد الرحمن؟ وأين نجدها في القرآن الكريم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد ذكر الله سبحانه وتعالى في عدة مواطن من كتابه صفات عباده المؤمنين، كما في أول سورة المؤمنون، وآخر سورة الفرقان، ومن تلك الصفات العظيمة التي اتصف بها عباد الله سبحانه وتعالى والتي ورد ذكرها في آخر سورة الفرقان :

أولا : التواضع وحسن السمت والسكينة والوقار، قال تعالى: وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا. { الفرقان63 }.

ثانيا: الإعراض عن الجاهلين وعدم مقابلة السيئة بمثلها‘ قال تعالى: وَإِذَاخَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا. { الفرقان63 }.

ثالثا: أنهم يكثرون من صلاة الليل مخلصين فيها لربهم متذللين له‘ قال تعالى: وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا.{ الفرقان 64}.

رابعا : أنهم يخافون عذاب جهنم ويسألون الله أن يصرفه عنهم‘ قال تعالى: وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا { الفرقان 65}

خامسا: أنهم أهل عدل في باب الإنفاق‘ فلا يبخلون عن النفقات الواجبة والمستحبة‘ ولايزيدون على الحد فيدخلون في قسم التبذير‘ قال تعالى: وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا { الفرقان67 }.

سادسا: أنهم لا يشركون بالله شيئا في عبادته‘ يعبدون الله وحده مخلصين له الدين حنفاء مقبلين عليه معرضين عما سواه. قال تعالى: وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ . { الفرقان68 }

سابعا: أنهم لا يسفكون الدم الحرام بغير موجب شرعي‘ قال تعالى: وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ. { الفرقان 68}

ثامنا: أنهم يحفظون فروجهم مما حرم الله فلا يرتكبون فاحشة الزنا لطهارتهم وعفتهم‘ قال تعالى: ولا يزنون.

تاسعا: أنهم أبعد الناس عن الباطل في الأقوال والأعمال ويعرضون أيضا عن اللغو وهو الكلام الذي لا خير فيه ولا فائدة فيه دينية ولا دنيوية ككلام السفهاء ونحوهم ‘ قال تعالى: والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما. { الفرقان72 }

عاشرا: أنهم إذا ذكروا بآيات الله تعالى قابلوها بالقبول والافتقار إليها والانقياد والتسليم لها، وتجد عندهم آذانا سامعة وقلوبا واعية فيزداد بها إيمانهم ويتم بها يقينهم‘ قال تعالى: وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا. { الفرقان73 }

الحادي عشر: أنهم لا يقتصرون على صلاح أنفسهم بل يسألون الله الصلاح لقرنائهم من الأصحاب والزوجات وصلاح الذرية ‘ كما يسألون الله أن يكونوا أئمة يقتدى بهم في الخير وهذا لعلو هممهم‘ قال تعالى: وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا. { الفرقان 74}

هذه بعض صفات عباد الله الصالحين نسأل الله أن يجعلنا منهم ويحشرنا معهم‘ وإذا أراد الأخ السائل المزيد عنهم فليرجع إلى كتب التفسير .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني