الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سمح لعائلة كافرة أن تتبناه وتسمى بأسمائهم ثم تاب

السؤال

أنا أسكن في ألمانيا منذ 16 سنة، قمت قبل 11 سنة بالسماح لعائلة ألمانية أن تتبناني وأصبحت في نظر القانون الألماني ألمانيا كان عمري آنذاك 27 سنة، قامت هذه العائلة بتغيير اسمي إلى اسم ألماني فأصبح اسمي توماس فالكون وأخذت الجنسية الألمانية، لم أكن آنذاك ملتزما بالدين، قبل سنة ونصف أصبحت ولله الحمد ملتزما وعندما أردت أن أرجع اسمي للمغربي رفضت الدائرة المسؤولة ذلك.
السؤال هو: هل يجوز أن أبقى باسمي الألماني هذا حتى أتمكن من العمل، مع العلم بأنني مع أصحابي اسمي علي خير؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فليس من شك في أن ما قمت به من السماح للعائلة المذكورة من تبنيها لك، ومن تغيير اسمك إلى اسم من أسماء الكفار، يعتبر خطأ كبيراً منك، لما في التبني من مفاسد كاختلاط الأنساب، وتضييع الحقوق، وتغيير الحقائق.. وغير ذلك مما هو معلوم، وقد أبطل الإسلام التبني بقول الله تعالى: ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ {الأحزاب:5}، وراجع في حكم التبني الفتوى رقم: 32352.

ولما في تغيير الاسم الإسلامي إلى اسم من أسماء الكفار من التشبه بغير المسلمين والميل إليهم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تشبه بقوم فهو منهم. رواه أبو داود وصححه الألباني رحمه الله، والحمد لله أنك عدت إلى الالتزام، والواجب عليك الآن هو إلغاء جميع مظاهر هذا التبني كيفما كان ذلك ممكنا، كما أنه من الواجب إصلاح الاسم، وإذا لم يتيسر ذلك في الأوراق الرسمية، فنرجو أن لا يكون عليك من حرج إذا غيرته في مجال العلاقات مع الناس، إذ لا يكلف الله نفساً إلا وسعها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني