الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

لقد أسعدني كثيرًا معرفة أنه يوجد موقع إسلامي جيد جدًا، ورائع مثل هذا الموقع، وأشكركم كذلك على عملكم، وعلى زرع الخير في نفوس المسلمين ودعوتهم إلى الطريق المستقيم.
أنا مقيم في الغرب، وعندما ذهبت أنا وعائلتي إلى بلدنا للعطلة، رأيت العائلة والأحباب، وعندما وصلنا ولبثنا في المدينة بعض أيام أردنا أن نذهب إلى القرية يوم الجمعة، ومن ثم غيرنا رأينا والذهاب إليها فقط يوم الإثنين، والجميع في البلدة، كان يعلم أننا كنا سنأتي يوم الجمعة، وأنه غيرنا الرأي، وأننا سنأتي فقط يوم الإثنين، وبعد ذلك شاء الله أن تأتي عندنا خالتي يوم الخميس، وسررت أن نذهب يوم الجمعة، والحقيقة أننا أخذنا برأيها وذهبنا إلى القرية يوم الجمعة، ولا أحد إلا الله كان يعلم أننا سنأتي الجمعة، وأن في عقول الناس، أننا سنأتي فقط يوم الإثنين، والحاصل أنه عندما وصلنا في المساء أتت عند أمي امرأة من العائلة، وهي من الجيران، و قالت لأمي: سبحان الله، فقد قال لي أبو زوجي أنكم سوف تأتون هذا اليوم، رغم أنني سررت، وقلت له إنكم سوف تأتون فقط يوم الإثنين، ثم أصر هو أيضاً وقال إنكم ستأتون اليوم، وعندما رأى سيارتكم أتى إليّ وقال لي، هل رأيت ما قلت لك إنهم أتوا اليوم، من ثم تعجبت تلك المرأة، وذلك الشخص كان يعرف في القرية أنه يصيب الناس بعينه أعني (العين) والغريب في الأمر أن أمي سقطت، وانكسرت قدمها في نفس المساء، وكانت تلك المرأة، حاضرة، أيضاً، وبعد أربعة أشهر عندما استطاعت أن تقف وتمشي برجلها، وعندما رجعت إلى فرنسا وقعت لها ثانية حادثة السير أثناء رجوعها من صلاة الجمعة، وتكسرت ثانية، في نفس الرجل، وتعذبت كثيرًا، كما أننا تعذبنا نحن أيضاً، وبقيت في المستشفى مدة شهر تقريباً، وأجريت لها عمليتان في رجلها، ونحن نؤمن بقدر الله، خيره وشره.
ولكن نحن نظن أنها أصيبت بالعين من ذلك الرجل الذي ذكرته، وأريد أن أسمع رأيكم في هذه المسألة، وما هو العمل إن كانت أصيبت بالعين؟ وهل يرقيها إنسان من العائلة؟ ولدي أسئلة عن الرقية أيضاً:
هل يستطيع الإنسان أن يرقي نفسه؟
هل يمكن لإنسان أياً كان أن يستخدم الرقية الشرعية، ويرقي نفسه؟
هل يمكن للإنسان أن يرقي نفسه فقط، لأنه يظن أنه أصيب بالعين، أو المس، أم أن ذلك حرام، وأن الإنسان عليه أن يتأكد من ذلك؟
وكيف يشعر الإنسان عندما يرقي؟
وهل يمكنكم، أن تذكروا لي أذكار الصباح والمساء، التي يرقى بها إنسان مسلم؟
وهل يمكن أن ترقي إنساناً بالفاتحة والمعوذتين، وآية الكرسي، أم أنه لا بد من آية أخرى من سورة البقرة، وطه، والمؤمنون، والأنعام، والأعراف؟
وكيف يرقي الإنسان بأسماء الله، هل يقرأ عليه الذي يرقيه الأسماء الحسنى؟
وأشكركم ثانية، على موقعكم، وجزاكم الله خيرًا على ما تقدمونه، وأنا أحبكم في الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنه يشرع للمسلم أن يرقي نفسه أو يرقيه أحد أفراد عائلته، وتشرع الرقية ولو لم يكن مصاباً، كما قال النووي: ويدل لرقية المرء نفسه ما ثبت من أمر النبي صلى الله عليه وسلم لصحبه بذلك، ففي صحيح مسلم أنه شكا إليه عثمان بن أبي العاص وجعا يجده في جسده منذ أسلم، فقال له: ضع يدك على الذي يألم من جسدك، وقل: باسم الله ثلاثاً، وقل سبع مرات، أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر.

وتشرع الرقية بالفاتحة، كما في البخاري أن أبا سعيد رقى بها اللديغ، ويشرع كذلك أن يضم إليها بعض الآيات القرآنية، ولكنه ليس شرطاً، و يشرع أن يقرأ على نفسه الأسماء الحسنى، ويدعو الله بها أن يشفيه.

ونرجو أن تأخذ أذكار المساء والصباح من حصن المسلم أو الأذكار النووية، وهما موجودان على الإنترنت، كما يمكن أن تستفيد من الفتوى: 27148، وشكرا لك على انطباعاتك عن الموقع، وبارك الله فيك، وجزيت خير الجزاء، وأحبك الله الذي أحببتنا فيه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني