الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

لما قرأت بعض أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم تصف صفات المنافقين شعرت أنها توجد فيَّ ، لا أجد الإخلاص في قلبي كما كنت أجده قبل سنوات ، لا أصلي جميع الصلوات إذا كنت وحيداً وإذا كان أحد معي ويذكرني بالصلاة أصليها ، وأشعر أنني مخطئة ، وأنني مسيئة فهل يوجد أي دعاء حتى يرجع إخلاصي في قلبي ، وإذا لم يكن أي دعاء فما ذا أفعل؟ لأني أكره نفسي لأجل هذا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا بد هنا من بيان عدة أمور:
أولاً: قد ذكرت أنك لا تصلين جميع الصلوات إذا كنت وحدك ، وإنما تصلينها إذا ذكرك بها غيرك. وترك بعض الصلوات المفروضة مصيبة عظيمة ، وخطر كبير ، وكبيرة من أعظم الكبائر ، وقد توعد الله المتكاسلين عن الصلوات المفروضة بقوله : (فويل للمصلين *الذين هم عن صلاتهم ساهون )[الماعون: 4،5] ومعنى ساهون: أي يؤخرون الصلاة عن وقتها ، ويكون الأمر أشد إذا أخرها ولم يؤدها . فعليك بالتوبة وأكثري من الاستغفار ، ولا تتركي الصلاة أبداً.
ثانياً: مما يعين على الطاعة وأداء الصلاة في وقتها: الرفقة الصالحة ، فعليك بمصاحبة الصالحات اللائي يدللنك على الخير ويحضضنك عليه .
ثالثا: ومما يعين على ذلك أيضاً: الاهتمام بشأن الصلاة ومواعيد الأذان ، فإذا ما أذن المؤذن فعليك بالمبادرة بالصلاة ، وقد سئل الرسول صلى الله عليه وسلم: أي العمل أفضل؟ فقال: " الصلاة لوقتها " ويجب أن تعلمي أن الصلاة أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين ، وأنها أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة. كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة. فإن صلحت فقد أفلح وأنجح ، وإن فسدت فقد خاب وخسر " رواه الترمذي وحسنه ، والنسائي ، وأبو داود.
فإذا أيقنت بعظمة الصلاة في قلبك دفعك ذلك إلى المحافظة عليها ، وقد قال تعالى:(حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) [البقرة:238]
رابعاً: ومما يعينك على المحافظة على الصلاة الإكثار من الطاعات ، ومن ذكر الله تعالى ، والبعد عن البيئة السيئة ، والمنكرات والفواحش ، لأن البيئة السيئة والمنكرات تقسي القلب ، وتمرضه ، وتظلمه ، فإذا أردت التخلص من قسوة القلب ، فالزمي الطاعات ، واتركي المنكرات.
خامساً: لا بد من العمل ، حيث لا يكفي ترك العمل مع الدعاء ، لأن الله تعالى يقول: (إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا)[الكهف: 30] ويقول: ( والذين جاهدوا فينا لنهديهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين)[العنكبوت: 69]
سادساً: لا يوجد دعاء مخصوص لأجل المحافظة على الصلاة ، ويمكنك الدعاء بقولك: ( اللهم حبب إلي الصلاة وارزقني المحافظة عليها ) أو ( اللهم وفقني لأصلي جميع الصلوات ) أو ( اللهم أعني على ذكرك ، وشكرك ، وحسن عبادتك ).. إلخ
وأخيراً: أكثري من تلاوة القرآن الكريم والدعاء والاستغفار ، مع الاهتمام بشأن الصلاة وعدم تركها مهما كثرت الأشغال والصوارف.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني