الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا تقدمت إلى فتاة وكان بي عمل (سحر) ورفضتني فذهبت إلى شيخ وشفيت بحمد الله، ورجع أهل هذه الفتاة بكلام أحد من أقربائي بأن يخبرني بأني إن أردت التقدم مرة ثانية ولكن أكلم أبي، لكن أنا متردد هل أتقدم لها أم لا ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولاً أن ننبهك إلى أنك إذا كان هذا الذي أتيته ساحراً فإنك بذلك تكون وقعت في معصية وإثم كبير، لأن السحر باب من أبواب الكفر، قال الله تعالى: وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ {البقرة:102}، والذي يأتي الساحر أو الكاهن مؤتمراً بأمره منفذاً له يدخل تحت وعيد شديد، روى أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أتى كاهنا أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد. وفي رواية: من أتى ساحراً أو كاهناً أو عرافاً...

وإن كان الذي أتيته شيخاً يرقي بالرقية الشرعية فلا بأس بأن تطلب منه حل السحر عنك إذا كان بك سحر، وتراجع الفتوى رقم: 10981.

وفيما يخص موضوع سؤالك فإن المرأة تنُكح للمال والجمال والحسب والدين، وأولى هذه الصفات بالاعتبار هو الدين، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك.

وأخرج النسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي النساء خير؟ قال: التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ومالها بما يكره.

فإذا كانت البنت مشتملة على هذه الصفات فلا بأس بأن تتزوجها، واستخر الله في ذلك واستشر أهل الصلاح، فإنه ما خاب من استخار ولا ندم من استشار.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني