الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يجب رد العارية أو مثلها أوقيمتها إذا تلفت

السؤال

قبل عدة سنوات أعارتني إحدى قريباتي شيئا ما لأني كنت بحاجة إليه مع أني لم أطلب منها ذلك وألزمتني بإرجاعه ولكني لم أستعجل في إرجاعه حتى ضاع مني، وبعد عدة سنوات وجدته مع أثاث المنزل أوصلته إلى من هم أقرب لها مني حتى يقومون بإيصاله إليها، ولكني لم أخبرهم بأنه لها وأنا متأكدة بأنهم لم يقوموا بإيصاله لها لأنهم لا يعلمون بذلك وقد يكون تلف عندهم أو حتى لو ذكرتهم به لا يذكرونه لأنه منذ زمن طويل وهو ليس بشيء ثمين، فهل يصح أن أشتري مثله وأعطيه لها دون أن أخبرها بأني اشتريته لأنها نسيته؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الأخت السائلة أخطأت مرتين:

المرة الأولى: عندما لم تبادر إلى رد العارية مع إلزام صاحبتها بردها وتساهلها حتى ضاعت منها، قال الله تعالى: إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا {النساء:58}.

والمرة الثانية: تفريطها في رد هذه العارية إذ سلمتها لآخرين ولم تخبرهم بأن يدفعوها لصاحبتها وهذا تفريط ظاهر منها.

وعليه فالواجب عليها التوبة إلى الله عز وجل وسؤال الأشخاص الذين وضعت عندهم العارية، فإن كانت موجودة أخذتها ودفعتها إلى صاحبتها، وإن كانت تلفت ضمنتها، فترد مثلها إن كان لها مثل أو قيمتها إن لم يكن لها مثل، كما جاء في المغني: يجب رد العارية إن كانت باقية بغير خلاف ويجب ضمانها إن كانت تالفة... انتهى.

وإذا ردت إليها مثلها عند التلف فقد برئت ذمتها، ولا يجب عليها أن تخبر صاحبتها بأن هذه مثلها لا عينها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني