الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الصلاة في مسجد بني على قبر وهمي

السؤال

مسجد بني على قبر أحد الاولياء الذي يقدسه الناس في منطقة البناء هذه ولكن القبر لا يحوي بداخله جثة بل الجثة الحقيقية موجودة مغمورة تحت مياه نهر يمر بمحاذاة هذا المسجد أسالكم هل يجوز الصلاة فيه؟ وماحكم هذا المسجد من الشريعة؟ وفقكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق لنا أن بينا في عدة فتاوى كالفتوى رقم: 64496، وغيرها كثير عدم صحة الصلاة في المساجد المبنية على القبور، وأن بناء المساجد على القبور كبيرة من كبائر الذنوب وملعون فاعله.

والذي نراه أن بناء مسجد على قبر وهمي لا حقيقة له داخل في ذلك البطلان والتحريم، لأن الشركيات والوثنيات التي تفعل في المساجد المبنية على القبور تفعل عند القبور المشرفة الظاهرة ولو كانت غير حقيقية، ومن المعلوم أن العلة في منع بناء المساجد على القبور هو البعد عن الغلو في أصحاب القبور وسد الطريق الموصل إلى الشرك كما نص على ذلك الـعـلـماء، وهذا بحذافيره واقع في تلك المساجد المبنية على تلك القبور الوهمية. قال العلامة الألباني رحمه الله تعالى في الرد على من سوى بين بناء المساجد على القبور المندرسة غير المعروفة وبين بنائها على القبور القائمة : ومن البين الواضح أن القبر إذا لم يكن ظاهرا غير معروف مكانه فلا يترتب من وراء ذلك مفسدة كما هو مشاهد حيث ترى الوثنيات والشركيات إنما تقع عند القبور المشرفة حتى ولو كانت مزورة لا عند القبور المندرسة ولو كانت حقيقة فالحكمة تقتضي التفريق بين النوعين وهذا ما جاءت به الشريعة ... انتهى. وانظر كتابه القيم: تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد .

وعليه، فلا يجوز بناء المساجد على القبور ولو كانت وهمية ‘ ولا تجوز الصلاة في المساجد التي بنيت على تلك القبور الوهمية والتي لا فرق في الواقع بينها وبين القبور الحقيقية من حيث وقوع الشرك والبدع عندها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني