الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مذاهب الفقهاء في ركعتي الطواف

السؤال

ذهبت إلى الحج هذه السنة و قمت بعمرة قبل الحج كما هي عادة معظم الحجاج، لكن الركعتين اللتين من المفروض أن أصليهما بعد الطواف صليتهما بعد السعي بين الصفا والمروة. هذا خطأ أول، أما الثاني فإنني تحللت قبل حلق شعري ناسيا لكن أدركت الموقف بعد ساعة وقمت بحلق شعري، مع العلم أني نزعت إحرامي واغتسلت فقط أي أني لم أقم بأي من الاشياء التي منعت علي في الإحرام. وأنا رجعت إلى بلدي الآن. سؤالي هو: ماذا يلزمني فعله لكي يقبل الله عمرتي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن اعتمر أو حج ولم يصل ركعتي الطواف خلف مقام إبراهيم فعمرته صحيحة إن شاء الله، حيث إن ركعتي الطواف من سنن الطواف .. كما هو مذهب جمهور أهل العلم. وذهب الحنفية إلى أنه يجب بعد كل طواف فرضا أو نفلا صلاة ركعتين، وهي رواية عن أحمد، وقول عند الشافعية، ووافقهم المالكية في الطواف الركن، أو الواجب في المشهور.

واستدلوا بمواظبة النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك، مع وجود الأمر به في قوله تعالى: وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى. {البقرة:125} والأمر للوجوب.

لكن قول الجمهور أصح، وأجابو عن دليل الموجبين بما ورد من الأحاديث الصحيحة التي تقضي بتحديد الصلاة المفروضة بالصلوات الخمس فقط دون غيرها.

وعلى أي حال فما دمت قد أديت الركعتين ولو بعد السعي فقد أديت ما عليك في قول أكثر أهل العلم..

وأما بالنسبة لقولك بأنك تحللت بالاغتسال ونزع ملابس الإحرام. فليس صحيحا حصول التحلل بهذا؛ وإنما حصل التحلل بما تداركت به أمرك من الحلق بنية الخروج من الإحرام، على أنه قد قرر طائفة من أهل العلم واختاره ابن تيمية أن ما يرتكبه المحرم من محظورات الإحرام بجهل منه، فإنه يعذر بذلك وهو قول له حظ كبير من النظر. ويمكنك للفائدة مراجعة الفتوى رقم: 14924.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني