الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تصل الرحم المؤذي مع أخذ الحذر

السؤال

هل يجب علي صلة رحم من قام بتقديم شكوى ضدي وحاول الإضرار بي في العمل، علما بأننى قدمت شكوى ضده لأنه قام بتفوه بعض الألفاظ الجنسية موجهها لي، فاستعنت بالإدارة لمنع تكرار ذلك ، وانقطعت الصلة بيني وبينه . فهل أنا آثم؟
علما بأنه قد شوه سمعتي في المدينة بأكملها لأنني لم أكن أستجيب لطلباته من الواسطة في درجات الطالبات ورفع درجة من يعطيني اسمها وكنت أرفض ذلك، ولكن لما تكرر ذلك عاداني وجعل الناس يكرهونني لأنه بارع في ذلك فهل أنا آثم ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فليس من شك في أن هذا الشخص الذي قلت إنه قام بتقديم شكوى ضدك، وحاول الإضرار بك في العمل، وتشويه سمعتك في المدينة بأكملها، لمجرد أنك لم تكن تستجيب لطلباته من الواسطة في درجات الطالبات... يعتبر ظالما لك، إذا لم يكن لما فعله سبب غير ما ذكرته.

ومع هذا فإن صلة الرحم من آكد الواجبات، ولا يسقطها وجود الأذى من القريب. فعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رجلا قال: يا رسول الله؛ إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيؤون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال عليه السلام: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك. ومعنى (تسفهم المل) تطعمهم الرماد الحار.

وفي صحيح البخاري عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها.

وبناء عليه، فلا يجوز أن تقطع رحم هذا الشخص إذا كان بينك وبينه رحم، ولكن لك أن تقتصر على أقل حد تحصل به صلة الرحم في عرف بلدكم، وأن تأخذ حذرك منه.

وإذا تقرر أن صلة الرحم لا تسقط مع حصول الأذى، فإن قطعها مع ذلك يكون صاحبه آثما.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني