الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطوات حاسمة تتبعها من مالت إلى زميل الدراسة

السؤال

أنا طالبة جامعية بالفرقة الثانية، وعندما كنت في امتحانات الفرقة الأولى جلس بجواري شاب على خلق واحترام، وفي الامتحان قبل النهائي طلب مني أن أذكره بإجابة سؤال فذكرته، وعند انتهائنا من الامتحانات نزل معي من الدور السابع إلى الدور الأرضي، وطلب مني رقم هاتفي الخاص بي لكني رفضت، وطلب مني أن آخذ رقم هاتفه الخاص لكن رفضت أيضا، فتحدثنا ثلاث دقائق تقريبا دون أن أنظر إلى وجهه، ولكني أتذكر فقط بعض ملامحه.
وفي الامتحان النهائي دخلت اللجنة فألقيت السلام ولكن كان ظاهرا عليه بعض ملامح الحزن، فسألته عن ذلك فقال لي إنه سوف يسافر إلى مدينته، فقلت له على الأقل مدينتك أحسن من هنا، فقال لي بل هنا أحسن لأنك بها، فهذه الكلمات أثرت في بشكل شديد، فانتهينا من الامتحانات وذهبنا ولم أره طوال فترة الإجازة - حوالي ثلاثة أشهر ونصف -، فعدت إلى الجامعة بعد العيد فوجدته واقفا أمامي، ويبعد عني بحوالي ثلاثة أمتار تقريبا وينظر إلي وأنا لا أنظر إليه إلا إذا التفت أو عندما ينظر إلى الجانب الآخر، واستمر على ذلك ثلاثة أسابيع.
وفي أحد الأيام لم أذهب إلى الجامعة فقال لي بعض زملائي إنه كان ملهوفا علي بسبب أنه لم يرني، ومنذ ذلك الوقت لم أره - حوالي أربعة أشهر ونصف تقريبا -، ومنذ ذلك بدأت أحلم به في كثير من أوقاتي، وبدأت أتمنى من الله أن يجعله زوجا لي، وبدأت أفكر فيه بدرجة كبيرة، ودعوت الله سبحانه وتعالى في جميع صلواتي أن يجعله من نصيبي، وبدأت أدعو: اللهم إن كان شرا لي فاصرفني عنه واصرفه عني، وإن كان خيرا لي فبارك لي فيه ويسره لي وقربه لي واجمع بيني وبينه.
وتوالت دعواتي علي هذا الأساس حتي بدأت أفكر فيه أنه زوجي على فراش الزوجية، وأنا متضايقة جدا بسبب ذلك الموضوع، وينتابني إحساس بأن الله سبحانه وتعالى غاضب علي بسبب ذلك الموضوع، ومن المستحيل أن يتقدم لي في ذلك الوقت بسبب صغر سنه ودراسته، وأخاف الله ولا أريد أن أقع في علاقات محرمة، حيث إنني سوف ألقاه مرة أخرى في امتحانات الفرقة الثانية، فماذا أفعل؟!

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله أن يعافيك وينجيك من هذا الحال الذي أنت فيه، وننصحك بعدم التساهل في الكلام والعلاقات مع الشباب، فإن ما حل بك نتيجة لهذا التساهل، ونوصيك بما يلي تشخيصا لحالتك وحلا لمشكلتك :

أولا: دعي الأماني والأحلام جانبا، فالواقع شيء والأحلام شيء، ولا تغني الأحلام عن الواقع شيئا.

ثانيا: هذه العلاقة خاطئة من أولها، فلا تستمري في الخطأ، ولا تجني على نفسك، ولا تقضي على مستقبلك.

ثالثا: أنت في مرحلة إعجاب بهذا الشاب وميل وربما حب، ولم تصلي إلى ما يسمى العشق، وإن لم تتداركي نفسك، وقعت في العشق (الداء الذي يصعب علاجه)، فاحذري، وراجعي الفتوى رقم 9360.

رابعا: إذا كان الشاب كما قلت يستحيل أن يتقدم لك بسبب صغر سنه ودراسته، فما الفائدة من التعلق به.

وأما الحل فلا نرى حلا أفضل من حسم هذا الموضوع وعدم التساهل فيه، وخطوات الحسم كما يلي :

- نسيان هذا الشاب، وشغل الوقت عن التفكير فيه.

- إن قابلك وكلمك فقولي له : أنا لا أقبل بعلاقة محرمة، إذا كنت تريد الحلال وتستطيع فاذهب إلى والدي، واخطبني منه، وأما إذا كنت غير مريد أو غير مستطيع، فلكل منا سبيله، فلا تقف في طريقي .

- متى تقدم لك شاب على خلق ودين فاقبليه وتزوجيه، وسينسيك إن شاء الله ذلك الشاب.

وفقك الله ويسر أمرك وهداك إلى رشدك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني