الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم العمل الذي يؤدي إلى تأخير الصلاة عن وقتها

السؤال

أعمل بالليل وأنام بالنهار وبالتالي أصحو المغرب فأصلى الأوقات كلها مع بعض ولا أعرف ما هو العمل ، هل أستمر في هذا العمل أم لا، أفيدوني؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

إذا كان العمل يؤدي إلى تأخير الصلاة عن وقتها حرم ، ما لم يضطر إليه، فإنه حينئذ يسوغ البقاء فيه مع وجوب البحث عن عمل غيره.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنه لا يجوز للمسلم تأخير الصلاة عن وقتها، لقول الله تعالى: إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا {النساء:103}، وتأخير الصلاة عن وقتها إضاعة لها، والله جل وعلا يقول: فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا* إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا {مريم:59-60}، وينبغي للمسلم أن يحافظ على الصلاة أول وقتها لما روى البخاري ومسلم أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: الصلاة على وقتها، قلت: ثم أي؟ قال: ثم بر والوالدين، قلت: ثم أي؟ قال: ثم الجهاد في سبيل الله. متفق عليه.

وعليه فإن العمل الذي قلت إنك بسببه لا تنام الليل كله، مما يؤدي إلى النوم نهاراً وتأخير الصلاة عن وقتها عمل لا يجوز البقاء فيه، وإذا اضطررت إلى ممارسته لكونك لم تجد فرصة تعيش بها غيره وجب عليك أن تتخذ الوسائل المعينة على الاستيقاظ، مثل أنواع التنبيه الإلكتروني ونحو ذلك... وإذا لم يفد شيء من ذلك وسعك ما يسع المضطر، وكان من واجبك البحث عن عمل غير هذا، ولك أن تبقى فيه في انتظار وجود عمل غيره.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني