الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

منع الأهل ابنتهم من الزواج بالكبير له ما يبرره

السؤال

أنا فتاة، عمري 20 سنة، كنت على خطبة في مرتين، إحداهما عقد فيها قراني ولم أوفق، وتقدم لي مديري في العمل عمره 49 سنة، متزوج ومنجب، وأريد الزواج منه، وأهلي يعارضون لسبب غير شرعي، لأنه متزوج وكبير، وأريد الزواج منه. فماذا أفعل؟ مع العلم أن زوجته وافقت على زواجي منه.
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما ظننته بأهلك من أنهم لا يستندون إلى سبب شرعي في رفضهم زواجك من هذا الرجل غير صحيح، فقد نص أهل العلم على كراهة أن يتزوج الكبير صغيرة، فقال العلامة ابن نجيم في البحر الرائق: ولا يزوج ابنته الشابة شيخاً كبيراً.

وقال السفاريني في كتابه (غذاء الألباب): وليتزوج من مقاربة في السن. وفي كشاف القناع للبهوتي: ومن التغفيل أن يتزوج الشيخ صبية. وفي حاشية الجمل: ويسن له - أي للولي - أن لا يزوج بنته إلا من بكر.

فهذه بعض نصوص أهل العلم في ذلك، وليس ذلك تحريماً منهم أن يتزوج الكبير صغيرة، ولكنه ذكر للأفضل والأحسن، وهو ما اختاره لك أهلك، فالنزول حينئذ عند رغبتهم واجب لا يجوز لك مخالفته، والحكمة من كراهة أن يتزوج الكبير صغيرة ظاهرة، وهي أنه قد لا يستطيع إعفافها عاجلاً أو آجلاً، وهو ما يعني فتح باب من الشر على الفتاة، وفي الواقع ما يصدق ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني