الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضرب الأب للأم لا يبرر دعاء الولد عليه

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
في صغري كان أبي رحمه الله مدمنا على الخمر يتخاصم مع أمي ويضربها ضربا يوصلها أحيانا إلى المستشفى وكنا نعاني كثيرا حيث يتكرر ذلك كل ليلة مع العلم ان أمي هي التي كانت تعمل لتلبية حاجياتنا بما فيها حاجيات ابي كان دائما عاطلا ولا يعمل ولما كبرت لم أعد أتحمل العناء ورؤية أمي في تلك الحال، وفي يوم من الأيام وصل بي الحد إلى أنني دعوت وتمنيت الموت لأبي وفي يوم كان يضربها أمسكته من ظهره لأزيحه عنها فنظر إلي وقال لي أتضربينني ؟ ولكنني أعلم أن تصرفي لم يزد عن دفع لإزاحته عن أمي لا أكثر ومرات ينتابني الخوف من هذا التصرف ولهذا أسألكم رؤية الشرع في هذا التصرف و في كوني دعوت له بالموت، للإشارة لم أكن عاقة الوالدين ومات وهو راض عني وأمي سامحته على كل ما فعل لها.
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن ما كان عليه أبوك خطأ بين وغلط فاحش، ولكن ذلك لا يبرر عقوقه أو الدعاء عليه ... فكان ينبغي أن تنصحيه بالرفق واللين، وتبيني له أن ما يفعله حرام وظلم لا يحل له، وتستعيني عليه بأهله وأصدقائه ثم تدعي أمره لله تعالى، وما دمت قد تبت من ذلك وكنت بارة به ومات وهو راض عنك فنرجو أن يغفر الله لك ولا يؤاخذك بشيء من ذلك، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه وغيره وحسنه الألباني، كما نرجو أن يغفر الله لأبيك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني