الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الفرق بين (يفعلون) و (يعملون)

السؤال

ماهو الفرق في المعنيين التاليين، قال تعالى: في سورة هود فلا تبتئس بما كانوا يفعلون، وقال في سورة يوسف، فلا تبتئس بما كانو يعملون، فما هو الفرق اللغوي بين يفعلون ويعملون؟

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

الفرق بين الفعل والعمل هو العموم والخصوص؛ فالفعل ينسب للعاقل وغيره، والعمل قلما ينسب لغير العاقل.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الفرق بين الفعل والعمل هو أن الفعل عام والعمل خاص، والصنع أخص منهما ؛ فالفعل ينسب إلى العاقل وإلى غيره ، وربما ينسب إلى الجمادات، وأما العمل فقلما ينسب إلى غير العاقل؛ وسمع منه البقر العامل، واليعملة للناقة السريعة أو العاملة اشتق لها اسمها من العمل.

قال الراغب الأصبهاني في مفردات القرآن: الفعل: التأثير من جهة مؤثر وهو عام لما كان بإجادة أو غير إجادة ولما كان بعلم أو غير علم وقصد أو غير قصد ولما كان من الإنسان والحيوان والجمادات والعمل مثله والصنع أخص منهما، والفرق بين الفعل والعمل : أن العمل إيجاد الأثر في الشيء . يقال: فلان يعمل الطين خزفا ويعمل الخوص زنبيلا والأديم سقاء . ولا يقال: يفعل ذلك لأن فعل الشيء عبارة عما وجد في حال كان قبلها مقدورا سواء كان عن سبب أو لا؛ الفعل قد ينسب إلى الحيوانات التي يقع منها فعل بغير قصد وقد ينسب إلى الجمادات والعمل قلما ينسب إليهما. اهـ من المفردات بتصرف.

وعلى هذا فلعل السر في الفرق بين التعبير في الآيتين المذكورتين- والله أعلم- أن الفعل في الآية الأولى نسب إلى قوم نوح وهم كفار، والكفار أشبه بالدواب والجماد.. وقد جاء هذا المعنى في القرآن الكريم كثيرا، فمن ذلك قول الله تعالى: إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ . {الأنفال55}، وفي قوله تعالى: وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ. { الأعراف179}، فلذلك نسب إليهم الفعل لتشبيههم بالدواب والحيوان وما لا يعقل

وفي الآية الثانية نسب العمل- الذي هو من شأن العقلاء غالبا- لإخوة يوسف لأنهم كانوا مؤمنين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني