الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

البر واجب للأب مهما أساء إلى أولاده وأمهم

السؤال

الناس جميعهم يقاطعوننا لأن أبي يتعامل معهم جميعا بطريقة سيئة للغاية، حتى نحن أولاده لا يصرف علينا ولا قرشا ولو أعطانا مبالغ يظل يعيرناأنه يعطينا جميع مصاريفنا هذاغير المعاملة السيئة جدا لأمي ولنا والضرب للجميع بدون سبب الناس كلهم يتفرجون علينا كل يوم من طريقته غير اللائقة في الكلام، الأهل جميعا يقاطعوننا، ولا أحد يدخل علينا في البيت، وقد تعبنا جدا، وكل يوم نقول ربنا سيهديه، لكن يحدث العكس ويزداد سوءا وبخلا، حتى أحد أقاربنا يسكن معنا بنفس العمارة وهم الوحيدون الذين يسألون عنا دائم المشاكل معهم، ويريد أن يطردهم ويضربهم، نحن لا نعرف ماذا نعمل هل ندعو عليه كي ربنا يرحمنا، ضميري يؤنبني وليس لدينا حل، ارجو إفادتي ماذا نفعل مع العلم أن سمعتنا أصبحت سيئة بين الناس بسببه، ولا نستطيع التحدث مع أي أحد، بالله عليكم ماذا نفعل؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أمر الله عز وجل بمصاحبة الوالد في الدنيا معروفا، ولو كان مشركا، كما قال تعالى: وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ {لقمان15}.

ولا يجوز الدعاء عليه بل ينبغي الدعاء له لقوله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً {الإسراء23،24}.

ففي هذه الآية بيان ما ينبغي أن يقال للوالد وهو الدعاء له بالرحمة والمغفرة، جزاء تربيته ورحمته بالولد حال صغره.

وفي الجملة فإن للوالد حقا في البر مهما فعل، ولا يجوز عقوقه، بحجة عصيانه أو سوء خلقه فإن العقوق من كبائر الذنوب.

وإن ما يفعله والدكم من منع النفقة والإساءة إليكم بالقول والفعل، وإلحاق الضرر بسمعتكم أمام الغير، فهو منكر، يتعين عليه أن يتوب إلى الله منه، ونصيحتنا لكم تتلخص فيما يلي :

- نصحه وتحذيره من مغبة هذه الأفعال وعقوبتها الأخروية.

- الصبر عليه ومقابلة إساءته بالإحسان .

- الدعاء له بالهداية والصلاح.

- ولا بأس بأن تطلبوا ممن له قدر وكلمة مسموعة عنده بأن ينصحه ويذكره بالله وبحقكم عليه.

- ولوالدتك أن تأخذ من ماله ما يكفيها ويكفي من يجب عليه نفقته منكم، ولو بغير علمه.

أصلح الله والدكم وهداه، وأعانكم على الصبر عليه والبر به.

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني