الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الجلوس عند أهل الميت للأكل والشرب من النياحة

السؤال

أرجو بيان الحكم الشرعي حول المسألة التالية:
تقوم جماعة من المسلمين بجمع قدر من المال وزيارة أحد المسلمين والجلوس عنده على الأكل والشرب وذكر الله تعالى لتعزيته ومواساته وذلك بعد انتهاء مدة العزاء. هل هذا بدعة محدثة أم سنة حسنة؟
أسأله تعالى أن يغفر لنا جميعا.

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

ما ذكرته من الفعل يدخل في ضابط البدعة وليس من السنة.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

تستحب التعزية للرجال والنساء اللاتي لا يفتن، لقوله صلى الله عليه وسلم: من عزى أخاه في مصيبة كساه الله من حلل الكرامة يوم القيامة. رواه ابن ماجه.

ويستحب صنع الطعام لأهل الميت، ويكره منهم للناس. فعن عبد الله بن جعفر قال: لما نعي جعفر حين قتل، قال النبي صلى الله عليه وسلم: اصنعوا لآل جعفر طعاما فقد أتاهم ما يشغلهم. رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجه.

وأكثر العلماء على أن التعزية ثلاثة أيام وما زاد عليها مكروه، إلا أن يكون المعزَى أو المعزي غائبا، ولك أن تراجع في هذا فتوانا رقم: 27474.

وعد أهل العلم الاجتماع للتعزية والجلوس عند أهل الميت للأكل والشرب من النياحة. روى أحمد وغيره عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنيعة الطعام بعد الدفن من النياحة.

وأما اتخاذ ذلك مناسبة لذكر الله فإنه داخل في ضابط البدعة الإضافية كما تقدم في الفتوى رقم: 631.

فالذي ينبغي أن يفعل مما ذكرته هو تعزية أهل الميت دون الاجتماع لذلك، ولا بأس بمساعدتهم بالمال أو الطعام ونحو ذلك. وغير ذلك مما ذكرته بدعة محدثة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني