الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاحتفاظ بعظام الموتى لأجل الدراسة

السؤال

هل الاحتفاظ بعظام شخص ميت (أو جزء منه) للدراسة حرام؟ وما التصرف بعد انتهاء الدراسة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فيجوز الاحتفاظ بأجزاء من الميت للغرض المذكور في السؤال، وانظر الفتوى: 6777.
وبعد الانتهاء من استخدام ذلك الجزء، فإن كان لكافر فلا يغسل ولا يصلى عليه، وإنما يدفن فقط.
وإن كان لمسلم، فقد ذهب أبو حنيفة ومالك إلى أنه لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى على جزء الميت، إلا إذا كان أكثره، وإنما يدفن.
وذهب الشافعي وأحمد إلى أنه يغسل ويكفن ويصلى عليه ويدفن، فجعلوا ما انفصل من أجزاء الميت - ولو قل - بمثابة الميت كاملاً.
ولعل هذا القول الأخير هو الراجح، لما رواه عبد الله بن أحمد بن حنبل بسنده أن ابن عمر صلى على عظام بالشام، وكذلك أبو عبيدة صلى على رؤوس بالشام.
هذا ويجب التنبه إلى أنه لا يجوز لأحد نبش القبور، وأخذ عظام الموتى للتدرب عليها، أو لبيعها، كما لا يجوز شراؤها ممن ينبش القبور ليأخذ منها هذه العظام ليبيعها للناس، ولو كان المشتري سيستعملها لغرض مشروع، لما في ذلك من العون للنباش على ما يقترفه من إثم، والله جل وعلا يقول: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأثْمِ وَالْعُدْوَانِ) [المائدة:2].
ونعود فنكرر أن الأصل هو أنه لا يجوز المساس بأي من أجزاء الميت، وإنما أجيز ما أجيز من ذلك للضرورة، والضرورة في مثل هذا لا يقدرها شخص بذاته، بل يرجع في ذلك إلى الهيئات الشرعية مع المؤسسات العلمية الطبية في البلد، كما أنه يجب على من استخدم مثل ذلك لأجل الدراسة أن لا يمتهن تلك الأجزاء لا سيما إذا كانت لمسلم، بل يصونها ويحافظ عليها عند حملها واستخدامها، فإن حرمة الميت كرحمة الحي.
والله أعلم.



والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني