الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف من علم الأولى بالزواج هل يسوغ منع الثانية حقوقها

السؤال

أنا في محنة، أفتوني جزاكم الله خير ولا تحيلوني إلى إجابات أخرى فلم أستطع الحكم من خلالها مع كثرة ما قرأت، سألت زوجي العدل بيني وبين زوجته الأولى كما وعدني قبل الزواج، حيث إنه يأتي لزيارتي كل مدة كالضيف ونادراً جداً ما يبيت، وقد طبعت له حقوق الزوجة من أحد المواقع ليعلمها وقدغضب لذلك جداً ومحور مشاكلنا تتلخص في عدم عدله فى القسم، والصلة الهاتفية عندما يكون بعيداً، والإنفاق في بعض الأمور المنزلية، قد تزوجنا منذ 16 شهراً بعد حب سنوات، هو لم يخبر زوجته بزواجنا وقد وافقت أنا على شرطه على أساس وعده بأنه لن ينقصني شيئا، وسيعوضنى بقربه مني أوقات كثيرة ولكنه لم يلتزم بهذا الوعد نهائيا، وبسبب حبي له لا أستطيع تحمل الوضع وأخبرته بذلك فأنا أتعذب لبعده عني ولا أريد سوى عدله كما شرّع الله لأني أيضا لي أولادي وعملي الذي أنفق منه عليهم بعد طلاقي من والدهم، ولذلك عدله معي ليس بهذا العبء الثقيل عليه، ولكنه مرعوب خوفا أن تعلم زوجته ويدعي أنها إذا عرفت لأي سبب فهو سيدافع عني (وعن نفسه) أمام الجميع أي هي وأولادها وأهلها وأهله وذلك عكس ما أرى، وهو الآن يقول إنه لن يقدر إعطائي أكثر من ذلك بالرغم من أني أعلم تماما أنه يعمل ما يريد ولا يقدر أحد أن يقف في وجهه.أرسلت له رسالة تحتوى على تفاصيل شكواى منه لعله يراجع نفسه معي لنكمل معا في هدوء وحب ونزيل أي سوء تفاهم بيننا (وهي ليست بالمرة الأولى)، ولكنه رد في نفس الساعة يطلب مني تحديد الوقت لنتقابل حتى ننهي الحياة بيننا كي أتخلص أنا مما يسميه هو العبء الثقيل في حياتي (أي هو)، ويتجاهل تماما شكواي قائلا: أنا أرفض الرد، أمي تخاف على كرامتي وتقول إذا باع، فلن يجدي معه أي شيء ويجب حينئذ أن أصون كرامتي، وصديقاتي يقولون إنه ليس بين الأزواج كرامة، فماذا أفعل، أنا أتعذب. وأنتظر الإجابة على سؤالي مباشرة منكم بفارغ الصبر.. فكم من الفتاوي قرأت ولم أستطع أن أطبقها على حالتي، هو يريد مقابلتي كي نتفق على التفاصيل وأنا خائفة وأتجنب ذلك فقد أصابني بعض الأمراض العضوية من جراء الأزمة التي أمر بها ولم أعد أقوى على ذلك وهذا ينعكس على أولادي، ماذا أفعل أنا أحبه ولا أريد الطلاق ونفسي أعيش في هدوء وسكينة، هل أخطأت بالتعبير له عن معاناتي وطلبى العدل (مع العلم بأنى لم أطلب أكثر مما اتفقنا عليه)، أنا تعبانة في كلا الحالتين؛ أرجوكم الرد؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فيجب على هذا الرجل أن يعدل بينك وبين زوجته الأخرى، وأن يعطيك ما يجب من النفقة، وخوفه من علم زوجته تلك بهذا الزواج لا يسوغ له منعك شيئاً من حقك في المبيت أو النفقة، ومن حق الزوجة أن تطلب من زوجها العدل والنفقة وغير ذلك من الحقوق الواجبة لها عليه ولا يحتاج هذا إلى شرط، ولا تعتبر المرأة مخطئة إن عبرت له عن معاناتها أو طلبت منه العدل.

والذي ننصحك به أن تتفاهمي مع زوجك في هذا الأمر بأسلوب حسن، وأن تبيني له أن حبك له هو منطلقك في الحديث معه في هذا الأمر، فإن تعذر عليك إقناعه فمن حقك أن تطلبي منه الطلاق، والأولى أن توازني بين مصلحة الطلاق ومصلحة البقاء معه على هذا الحال، فإذا رأيت المصلحة في الطلاق وأنك ربما يسر الله لك من الأزواج من تعيشين معه في هناء فأقدمي على طلب الطلاق وإلا فاصبري، وافعلي معه من الأسباب المشروعة من التزين وحسن العشرة ونحو ذلك ما تستميلين بها قلبه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني