الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يذكر حال الصحابة قبل الإسلام على وجه العموم

السؤال

وصف أحد الأئمة خلال خطبة الجمعة الخلفاء الراشدين بالزناة والموئدين للبنات وشاربي الخمور... وهذا في الجاهلية.. فغيرهم الإسلام .هل يجوز هذا النعت شرعا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا ينبغي أن يذكر على وجه التفصيل والتعيين في الملأ ما ارتكبه المسلم من معاص بعد أن تاب منها وحسنت توبته ولو على سبيل المدح، وإذا كان المحكي عنهم ذلك هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبالأخص الخلفاء الراشدين، فذكر ذلك أشد قبحا، ويخشى أن يكون في ذلك شيء من التشهير بهم، أو أن يكون ذلك سببا للوقيعة فيهم أو التلبيس على ضعاف الإيمان من المسلمين بشأنهم.

فإذا أراد الشخص الحض على التوبة اقتداء بهؤلاء الأئمة الأخيار رضي الله عنهم فليكتف بذكرهم بوصف عام؛ كأن يقول: كان الناس قبل الإسلام يفعلون كذا وكذا، ومنهم من كان يشرب الخمر، ومنهم من كان يئد البنات، وهكذا فهذا أليق بمكانة الصحابة وأقرب إلى توقيرهم خاصة في زمن اشتد فيه طعن الطاعنين وحقد الحاقدين وجهل الجاهلين بعظيم حق الصحابة الكرام البررة.

ومن المعروف في عقيدة أهل السنة أنهم يكفون عن ذكر مساوئهم ولعله يدخل في ذلك ذكر فعالهم التي فعلوها قبل الإسلام وتابوا منها. قال تعالى حاكيا عن قول المؤمنين فيمن سبقهم: وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ {الحشر:10}.

ثم إننا نفيد السائل بأن إطلاق الوصف بما ذكر على الخلفاء الراشدين غير صحيح فلم يقع كل ذلك من جميعهم بل بعضهم لم يقع منه شيء من ذلك أصلا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني