الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جامع امرأته قبل الزفاف وطلقها عدة مرات

السؤال

عقدت على فتاة عقدا شرعيا مند حوالي سنتين ودخلت بها مند حوالي ستة أشهر (أي الزفاف) خلال هذ المدة كنت أسافر لزيارة زوجتي من حين لآخر و كنت أختلي بها في الفندق وأجامعها دون علم أي أحد. كثيرا ما وقعت خلافات بيننا عبر الهاتف وكنت أتلفظ لها بلفظ الطلاق (كأنت طالق) علما أنني كنت في لحظة غضب شديدة ولست هنا كي أبرر و أتلمس الأعذار، ولكن هي لحظات أصل فيها إلى درجة لطم الجدار بلكمات والسب والشتم الذي أتقزز عند سماعي له من الآخرين عندما أكون في حالتي العادية.لا أدري كم مرة تلفظت فيها بالطلاق إلا أنها مرات عديدة ولا أدري كم المدة بين طلاق وآخر و لا المدة بين زيارة وأخرى لزوجتي حتى نتمكن من معرفة إن كان الطلاق صحيحا أم لا لأنه لا طلاق على طلاق بانت منه الزوجة بينونة صغرى، كل هذا كان عبر الهاتف أما عندما أكون إلى جانب زوجتي فلا أتلفظ به إطلاقا لأنها زوجة فاضلة وأنا عصبي إلى درجة كبيرة. قبل موعد الزفاف سألت أحد أهل العلم الذي هو من المتخصصين بالإفتاء بوزارة الشؤون الدينية الجزائرية وقصصت له كل ما جرى، فقال لي "أمهلني بعض الوقت كي أبحث و أستشير" و بعد مدة عاودت الاتصال به فقال لي "يجب أن تعيد عقد القران و تحتسب عليك طلقة واحدة والخلوة التي جرت بينك و بين زوجتك لا تعتبر دخولا في العرف الجزائري"عاودت عقد القران و تم زفافنا والآن عاودني الشك والحيرة خصوصا عندما أقرأ كل مرة فتاوى عن الطلاق، أجيبوني جزاكم الله خيرا هل زوجتي حلال علي أم هي حرام، وإن كانت حراما هل الجنين الذي في بطنها الآن هو ابن زنى.مشكلتي أنني جد عصبي حتى و إن تزوجت بأخرى فربما سيحدث نفس الشيء فهل حالتي هذه تحرم علي الزواج فأنا لم أستطع التخلص من هذه العصبية رغم أنني أحب زوجتي إلى درجة كبيرة.أنا في حيرة من أمري و أكاد أجن ساعدوني رحمكم الله، علما أنني عندما أهدأ لا أتذكر ما قلته بالتحديد سوى أنني نطقت بالطلاق أو بكناية ولا أدري ما نيتي, كثيرا ما أجهل ماذا كنت أنوي. سؤالي الثاني هو: وضعت طلاقا معلقا على زوجتي ولكن لا أتذكر إن كنت قلت لها: إن ذهبت غدا إلى الدراسة فانت طالق أو إن واصلت دراستك فأنت طالق علما أنني كثيرا ما أنسى نيتي في ذلك و ذلك من شدة الغصب وكثيرا ما أنسى حتى ماذا قلت و أنا الآن أريد أن أسمح لزوجتي بمواصلة الدراسة فما الحكم؟أرجو منكم فضيلة العلماء مساعدتي لأنني حقا أعيش في دوامة من القلق والاكتئاب.أرجو إعلامي بأسماء المشايخ الذين سيفتونني في مشكلتي و ذلك للتاكد من مصداقية و قوة الفتوى

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذه المسألة شائكة وتحتاج إلى كثير من الاستفصال فلا بد فيها من مشافهة أهل العلم الموثوق في علمهم وورعهم أو رفعها إلى القضاء الشرعي ...

لكن ننبهك إلى أن ما حصل بينك وبين زوجتك هو دخول لا مجرد خلوة كما أقررت بذلك، مع أن الخلوة الشرعية لها حكم الدخول على الراجح، وينبغي أن تعلم أن ما أوقعته من طلاق على زوجتك لازم لك، وأن الغضب لا يمنع وقوع الطلاق ما لم يصل بصاحبه إلى فقد الوعي والإدراك.

وبناء عليه فإن كنت قد طلقت زوجتك ثلاث تطليقات أو أكثر فقد بانت منك وحرمت عليك حتى تنكح زوجا غيرك، لكن إن كنت لم تراجعها بعد الطلقة الأولى أو الثانية حتى انقضت عدتها فما كان من طلاق بعد ذلك فإنه غير معتبر، ويجب في هذه الحالةعليك الكف عنها حتى تعقدا عقد نكاح شرعي جديد، وأما إن كنت تراجعها بعد كل طلاق وقد طلقتها ثلاثا أو أكثر فهي بائن منك كما ذكرنا.

وعلى كل فالابن ليس ابن زنى وإنما ينسب إليك وذلك لاعتقادكما بقاء العصمة واستمرار الزوجية.

وأما الطلاق المعلق فإنه يقع بحصول المعلق عليه لكن لا محل لذلك هنا على كلا الاحتمالين السابقين وهما كونها قد بانت بالثلاث بينونة كبرى وحرمت، والثاني كونها بانت بينونة صغرى لا نقضاء العدة دون حصول الرجعة.

وعليك مراجعة أهل العلم أو القضاء وطرح الأسئلة مباشرة، واعلم أن من أفتاك قد جانب الصواب في فتواه إن كنت شرحت له حالتك كما شرحت لنا فيجب أن تتحرى عند اختيار من تستفتيه في أمر دينك. ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 7933، 96298 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني