الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المساعدة على قضاء حوائج الناس صدقة

السؤال

أنا أريد أن اعرف حكم الدين في أنا أناس لا يقومون بمساعدة أي شخص في حاجة ماسة للمساعدة، فهم يردون فقط المجاملات، فهل عليهم إثم وخاصة وأنهم أخوات زوجي وجيران، وأنا في فتره المرض والولادة وزوجي مسافر، ويكفى أن أقول أني أخذت ابني في اليوم السابع للولادة ونزلت به للمستشفى كي أقيس نسبة الصفرا ومعي طفلان آخران وكنت متعبة جدا وهم يعلمون بذلك، ولكنهم يعتبرون أن أهلي أولى بالمساعدة وأمي كانت معي ولكنها كبيرة في السن وأختي مطلقة ومعها ولدان وأخي يعمل وغير ذلك من أمثلة كثيرة تدمي قلبي بالألم وخاصة وأني دائما ما أساعدهم وأقف بجوارهم في كل المواقف، وأساعد كل الناس عموما، وأتساءل لماذا يحدث لي هذا وهل سوف يحاسبون على هذا غير أنهم يخافون الحسد جدا ويخفون كل أخبارهم حتى ولو كانت تافهة جدا بطريقه تجرح المشاعر، وأنا الحمد لله لا احتاج حاجة من أحد بل نحن والحمد لله من نعطي ولا نأخذ مما يثير الغيظ من أسلوبهم ،هذا علاوة على أن الأخت الصغرى دائما ما تحكي لي مشاكلها فقط وأشك أن تفعل ذلك من اجل الحسد، أرجو الرد على رسالتي لأني أصبحت لا أطيق التعامل معهم وأتعامل لوجه الله، ولكني لا أعرف هل أنا على الحق...

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد بينا بالفتوى رقم: 78402، فضل مساعدة المحتاجين وأن ذلك من أعظم أعمال البر فراجعيها، فنوصيك بالمحافظة على ثواب ما تقدمين من بر لهؤلاء الجيران أو لغيرهم فلا تبطلي ثوابك بشيء من المن والأذى.

ولا شك أنه مهما أمكن المسلم أن يساعد أخاه المسلم فليفعل، ولكن لا يأثم من امتنع عن مساعدة أخيه في كل حال، وراجعي تفصيل القول في حكم المساعدة بالفتوى رقم: 75950.

ومن أعرض عن تقديم المساعدة فلا ينبغي أن تظهري شيئا من حاجتك إليه لأن هذا قد يكون فيه شيء من مذلة النفس، ولعلك أن تجدي من النساء الخيرات من يساعدك إذا احتجت.

وأما اتقاء الحسد وفعل الأسباب التي تعين على ذلك فأمر مشروع في الجملة، ولكن لا ينبغي أن يؤدي بالمرء إلى الوقوع في شيء من الوساوس، وراجعي الفتوى رقم: 74187.

وعلى كل حال فمن جهتك أنت فلا ينبغي أن تشغلي نفسك بأمر هؤلاء الناس بل اصرفيها إلى ما ينفعها من أمر دينها ودنياها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني