الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ترفض الزواج لتتزوج في الآخرة من يوسف

السؤال

أنا أرفض الزواج بالدنيا و أتمنى أن يكون زوجي يوسف عليه السلام في الآخرة فهل هذا حرام ؟

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

رفضك للزواج إن كان لعذر شرعي فلا حرج عليك ، وإلا فهو مكروه كراهة شديدة لمخالفته للسنة، وقد يصل إلى التحريم إن خشيت على نفسك الوقوع في الفاحشة.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالمشروع للمسلم والمسلمة هو التزوج ، لما فيه من إحصان الفرج وغض البصر وتكثير النسل وتكثير الأمة ، وقد قال الله عز وجل في كتابه الكريم: وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ.

وقال النبي عليه الصلاة والسلام: « يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء » متفق عليه.

وفي مسند أحمد عن أنس أن النبي- صلى الله عليه وسلم - كان يأمر بالباءة ، وينهى عن التبتل نهيا شديدا ، ويقول: تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة.

والجلوس بدون زواج فيه خطر عظيم فلا يليق بالشاب وهو قادر أن يتأخر في الزواج ، ولا يليق بالفتاة التأخر عن الزواج إذا خطبها الشخص المناسب صاحب الخلق والدين. لكن إذا كان لها عذر في رفض الزواج لا تحب أن تبديه للناس فهي أعلم بنفسها ، بأن كان لا شهوة لها، أو كان بها عيب يمنع الزواج من سدد في الفرج أو كان لها عذر شرعي لا ترغب معه في الزواج ولا تريده فهي أعلم بنفسها ، فإن لم يكن بها مانع فإن السنة والمشروع لها أن تبادر بالزواج إذا كان الخاطب صاحب دين وخلق ، وإلا فهي معذورة ، فإذا خطبها الأشرار المعروفون بالفساد وترك الصلوات أو السكر أو بغير هذا من المعاصي فهؤلاء لا يرغب فيهم.

والحاصل أن رفضك للزواج إن كان لعذر شرعي فلا حرج عليك، وإلا فهو مكروه كراهة شديدة لمخالفته للسنة، وقد يصل إلى التحريم إن خشيت على نفسك الوقوع في الفاحشة.

وأما تمنيك أن يكون زوجك في الآخرة يوسف - عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام- فلا نعلم ما يمنع منه. وراجعي الفتوى رقم: 164177.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني