الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يتمكن من أداء العصر في جماعة بغير الجمع

السؤال

أخرج من مدرستي الساعة الرابعة عصرا ويأخذ طريق المواصلات معي من ساعة إلا ربع إلى ساعة تقريبا، ركوب متواصل وأخشى أن تفوت علي صلاة العصر جماعة، فهل يجوز لي جمع صلاة الظهر والعصر في المدرسة جمع تقديم...
وجزاكم الله خيرا..

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان بإمكانك أن تؤدي العصر في جماعة في طريقك أو بعد وصولك فإنه لا يجوز لك الجمع بين الظهر والعصر لتحصيل الجماعة في العصر لأن ذلك يحصل بغير الجمع، أما إذا كنت لن تتمكن من أداء العصر في جماعة بغير الجمع فإن جمهور الفقهاء يقولون بعدم الجمع بل تصلي الصلاة في وقتها، ومن العلماء من قال بجواز الجمع لتحصيل فضل الجماعة.

ففي مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية : وأيضا فالجمع بين الصلاتين مشروع لحاجة دنيوية فلأن يكون مشروعا لتكميل الصلاة أولى، والجامع بين الصلاتين مصل في الوقت، والنبي جمع بين الظهر والعصر بعرفة في وقت الظهر لأجل تكميل الوقوف واتصاله وإلا فقد كان يمكنه أن ينزل فيصلي، فجمع بين الصلاتين لتكميل الوقوف، فالجمع لتكميل الصلاة أولى.

وأيضا فإنه جمع بالمدينة للمطر وهو نفسه لم يكن يتضرر بالمطر بل جمع لتحصيل الصلاة في الجماعة، والجمع لتحصيل الجماعة خير من التفريق والانفراد. انتهى.

والأخذ بالمذهب الأول أحوط، ولمعرفة أعذار التخلف عن الجماعة راجع الفتوى رقم: 9495.
وإذا كنت ستصلي الظهر مع العصر منفردا في مكان عملك فلا يشرع لك الجمع حينئذ؛ بل تؤدي العصر في وقتها أثناء الطريق أو بعد وصولك، فوقتها المختار مستمر إلى الاصفرار، ووقتها الضروري مستمر إلى غروب الشمس، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 46409 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني