الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

هل يجوز للمرأة أن تقول لزوجها لعنة الله عليك إذا رأته يتفرج على أشرطة أغان غير مباحة أقصد نساء عاريات إذا نصحته أولا ولم يفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبدالله وكان يلقب حمارا، وكان يُضحِك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشراب(الخمر) فأتي به يوما فأمر به فجلد، فقال رجل من القوم: اللهم العنه، ما أكثر ما يؤتى به، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تلعنوه، فو الله ما علمت -أي لقد علمت- أنه يحب الله ورسوله.

وهذا الحديث استدل به الجمهور على حرمة لعن العاصي المعين، ولو ارتكب كبيرة من الكبائر كالخمر ونحو ذلك، وهذا الذي رجحناه في فتاوى سابقة. وقد ورد عن أحمد الكراهة كما ذكره ابن تيمية في منهاج السنة.

واختار ابن الجوزي الجواز وكذلك الإمام البلقيني والإمام أحمد في رواية، واستدل لهم بلعن الملائكة المرأة الممتتنعة عن فراش زوجها، وفي نهاية المحتاج للرملي الجواز على الكافر والفاسق، وهذا كله في لعن الفاسق أي صاحب الكبيرة أو المصر على الصغيرة، وبرأي الجمهور فالأولى للإنسان أن يجتنب ذلك، إلا أنا نقول لما ورد من التشديد في النهي عن اللعن فعلى المرأة معالجة الأمر بالحكمة والموعظة الحسنة.

وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعن كفارا بأعيانهم في دعاء القنوات فنهاه الله عن ذلك، وأمره في غير آية بالصبر والدعوة بالحسنى.

ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 30017، 25078، 14525.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني