الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضابط كون الشيء قد علقت به نجاسة أم لا

السؤال

عندي مشكلة وأرجو من فضيلتكم معالجتها مع ذكر الأدلة التي اعتمدتموها في الإجابة، تطرأ علي شكوك كثيرة عند أدائي لبعض العبادات حيث أخشى عدم صحتها وقد يصل ذلك بي إلى حد التنطع فتجدني أطيل الوضوء مثلا أو أغسل ثيابي كثيراً، وكذلك في مسائل الكفر والإيمان فأنا أكره الكفر وينقبض قلبي عند سماع قول كفري وأخاف أن أقع فيه، أعاذنا الله وإياكم من الكفر، ويطرأ علي في العديد من الأحيان بعض الأحداث والخواطر التي تشغلني وتحرمني أحيانا من لذة العبادة وقد تثبطني عن بعضها مثلا يمزح أحد الناس فأضحك ويكون في مزاحه مخالفات شرعية أخشى أن تصل إلى حد الكفر فتجدني أذهب وأغتسل أحيانا (ما حكم هذا الغسل)، خشية أن أكون قد وقعت في الكفر والعياذ بالله، هذا حالي عموما ولكن المسألة التي أريد التوضيح فيها بصفة خاصة هي هاتفي الجوال قد أمسكه وبيدي نجاسة مثل المذي عند استيقاظي من النوم أو أضعه في مكان غير طاهر وقد ألمس الهاتف ثم ألمس المصحف وهنا السؤال: ما حكم لمسي للمصحف بعد لمسي للهاتف، وهل يعتبر ذلك تدنيسا للمصحف والعياذ بالله، علما بأن النجاسة غير ظاهرة على يدي حين ذاك وهل يجب علي مسح كل المصاحف التي لمستها بعد لمسي للهاتف، علما بأن بعض المصاحف التي لمستها تكون في المسجد أو ليست بمنزلي، والرجاء ذكر الضابط في الحكم على شيء بأنه علقت به نجاسة، أنا مقبل على عقد قراني بعد أقل من شهرين تقريبا إن شاء الله فزادت عندي هذه الخواطر وذلك خشية فساد العقد خاصة وأنه عقد ستترتب عليه أشياء مهمة جداً فلا بد من الحرص على أن يكون صحيحاً وخاليا من أي خلل، فأفيدوني بأسرع وقت ممكن جزاكم الله خيراً، وأرجو أن يكون الجواب مفصلا بحيث يستوعب أغلب النقاط التي ذكرت حتى يكون الحل جذريا إن شاء الله؟ بارك الله فيكم وجعلكم الله ممن يرشد الناس للفوز بمرضاة الله سبحانه.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالإجابة على سؤالك تقتضي التنبيه على عدة أمور:

أولاً: ننصحك بالإعراض عن الوساوس والاسترسال فيها والبعد عن التنطع الذي ذكرت، فاكتف بإسباغ الوضوء دون مغالاة، كما ينبغي عدم المبالغة في غسل الثياب أكثر مما يلزم، وعلاج مثل هذه الوساوس قد تقدم في الفتوى رقم: 10355.

ثانياً: جاهد نفسك في سبيل إبعاد الخواطر التي تحرمك لذة العبادة فإنها من كيد الشيطان ووساوسه ليوقعك في الحرج ويدخل الحزن إلى قلبك، كما ينبغي عدم الالتفات إلى المخاوف والشكوك المتعلقة بالوقوع بالكفر عند سماع ما يتعلق به ولا يشرع الغسل بسبب ورود هذه الخواطر.

ثالثاً: إن كان الضحك عند سماع كلام مشتمل على مخالفة شرعية قد حصل غلبة من غير قصد فلا إثم فيه وإن كان الضحك عمداً فلا يجوز، وفي كلتا الحالتين يجب إنكار هذا المنكر بحسب الاستطاعة ونصح الشخص المذكور وبيان خطورة ما أقدم عليه مع مغادرة المكان أو المجلس الذي وقع فيه هذا المنكر.

رابعاً: إذا لمست الهاتف وبيدك رطوبة مذي أو كان الهاتف به رطوبة ويدك جافة بعد إصابتها بمذي ففي كلتا الحالتين يتنجس الموضع الذي لامسته يدك من الهاتف.. وإذا كان هاتفك جافاً فلا يتنجس بوضعه بمكان متنجس جاف أيضاً، وإن كان الهاتف به بلل أو كان الموضع المتنجس به بلل فيتنجس من الهاتف بقدر مساحة ذلك البلل، وإذا كانت يدك متنجسة فلا يجوز أن تلمس بها المصحف ولو كانت جافة لما في ذلك من تدنيسه لكنه لا يتنجس بذلك إذا كانت اليد جافة مع جفاف المصحف أيضاً، وفي هذه الحالة لا يلزم مسح ولا غسل المصاحف التي لمستها، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 78964.

وضابط كون الشيء قد علقت به نجاسة هو ملامسة رطوبة النجاسة أو كون المحل مبتلا ولامس نجاسة جافة أو رطبة كما تقدم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني