الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحكمة من الرؤى والمنامات

السؤال

لماذا خلق الله العلي العظيم المنام(الحلم) وما الهدف
منه وما حكم الرؤى؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فيجب أن تعلم أنه ليس كل ما خلقه الله نعلم حكمته فيه مع الجزم بأنه لا يفعل شيئا إلا لحكمة، فهو سبحانه الحكيم الخيبر، وهو سبحانه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.

ولعله يبين شيئا من الحكمة من هذه الرؤى ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الرؤيا ثلاثة: فرؤيا الصالحة بشرى من الله، ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا مما يحدث المرء نفسه. رواه مسلم. فيفهم من هذا الحديث وغيره أن من أسباب هذه الرؤى والحكمة منها أمور:

الأول: البشرى من الله تعالى للرائي أو المرئي له، ولذلك سمى النبي صلى الله عليه وسلم هذا النوع من الرؤى في حديث آخر مبشرات؛ كما في صحيح البخاري.

الثاني: النذارة له لينتبه من أمر ما فإن من الرؤيا ما تكون منذرة وهي صادقة يريها الله للمؤمن رفقا به ليستعد لما يقع قبل وقوعه، أو ليدع ما فيه مضرة عليه عاجلة وآجلة.

الثالث: ابتلاء المؤمن بما قد تسببه بعض الرؤى من تحزين الشيطان للمرء أي بأن يكدر عليه وقته فيريه في النوم ما يكرهه ويفزعه ويحزنه.

واعلم أنه قد فرق أهل العلم بين الرؤيا فخصوها بما يراه المسلم من الرؤيا الصالحة المبشرة، وبين الحلم فخصوه بما فيه تلاعب الشيطان بالإنسان وإراداته ما يكره ليحزنه، ويدل لصحة كلامهم ما في الحديث: الرؤيا من الله، والحلم من الشيطان. متفق عليه. وراجع الفتوى رقم: 78971.

وأما حكم الرؤى فلا يترتب عليها شيء بذاتها أي لا تبنى عليها أحكام شرعية، فلا يباح بها مكروه ولا محرم، ولا يجب بها مباح ولا مندوب، راجع الفتوى رقم: 31026.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني