الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التعامل مع الصديق الذي تبين أنه فاسق

السؤال

أعيش في بلد أجنبي ولى صديق مسلم كنا نتزاور وكان واحدا من مجموعة من العائلات المسلمة في بلدنا , عرفنا عنه بعد عامين من بدء علاقتنا به وعن طريق زوجته أنه يشرب الخمر ويلعب القمار ويزنى من قبل أن نتعرف عليه بدون أن يعلم أحدنا أو يلحظ شيئا, فاختلفنا فيما بيننا فمنا من يحث على مداومة صداقته لعله يتوب ومن قال بمقاطعته لأن المرء على دين خليله ولأن الله قال عن الزناة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر , نرجو من فضلكم التوضيح كيف نتعامل مع هذا الشخص جزاكم الله خيرا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالذي ينبغي لكم فعله مع الرجل المشار إليه بعد علمكم بحاله وتحققكم مما نسب إليه هو نصحه وتذكيره بالله تعالى وأليم عقابه على أن يكون النصح سرا وبالحكمة ومن غير تشهير وتعنيف، مع الاجتهاد بدعاء الله له بالهداية فإن انتهى ونفع فيه النصح فذاك ، وإن لم ينته وعلمتم أن هجركم له يكون زاجرا ورادعا له عن اقتراف المعاصي فاهجروه فقد جاءت السنة بمشروعية هجر العصاة للمصلحة الشرعية كما بيناه في الفتوى رقم: 106008.

وإن علمتم أو غلب على ظنكم أن هجركم له لا يترتب عليه صلاحه فترك الهجر والاستمرار في النصح حينئذ خير وأجدى لعله أن يرتدع يوما ما ولكن مع مراعاة أن تكون خلطتكم به محدودة وبقدر ما تقدمون له النصح حتى لا يسري داؤه إليكم، وننبه إلى أهمية ستره وعدم فضحه بين الناس- إلا لمصلحة معتبرة شرعا- فإن من ستر مسلما ستره في الدنيا والآخرة.

وأما الآية التي أشرت إليها فليس هذا محل الاستشهاد بها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني