الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم تنهه صلاته عن محبة اللواط والكلام في الجنس

السؤال

أنا أصلي ولكن أميل إلى ممارسة اللواط عبر التليفون وأحب كلام الجنس، فماذا أفعل؟

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

من أدى الصلاة على الوجه المطلوب وخشع فيها وراقب الله تعالى انتفع بها فلا يقرب معصية بعدها حتى تأتي الصلاة الأخرى وهكذا، وعلى السائل أن يبتعد عن الحديث في هذا المنكر القبيح الذي يمنعه الشرع ويأباه الطبع السليم، وإن استطاع الزواج فليتزوج فهو أنفع الوسائل المساعدة على حفظ الفرج، وقد يجب عليه الزواج إذا كان يستطيعه ويخشى الوقوع في المحرمات.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان المسلم يصلي ثم بعد ذلك يمارس المعاصي فمعنى ذلك أنه لم يأت بالصلاة على الوجه المطلوب، فقد ذكر بعض المفسرين أن من أدى الصلاة على الوجه المطلوب فأتى بشروطها وأركانها وواجباتها وسننها وخشع فيها لله وراقب الله تعالى انتفع بها فلا يقرب معصية بعدها حتى تأتي الصلاة الأخرى وهكذا..

أما من كانت صلاته مجرد صورة لا خشوع ولا مراقبة فيها فإن صاحبها يبقى على حاله فيجترئ بعدها على المعاصي لأنه لم ينتفع بصلاته كما ينبغي.

جاء في تفسير القرطبي عند الكلام على قول الله تعالى إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر قال : أخبر حكماً منه بأن الصلاة تنهى صاحبها وممتثلها عن الفحشاء والمنكر، وذلك لما فيها من تلاوة القرآن المشتمل على الموعظة، والصلاة تشغل كل بدن المصلي، فإذا دخل المصلي في محرابه وخشع وأخبت لربه وادكر أنه واقف بين يديه وأنه مطلع عليه ويراه، صلحت لذلك نفسه وتذللت وخامرها ارتقاب الله تعالى وظهرت على جوارحه هيبتها، ولم يكد يفتر من ذلك حتى تظله صلاة أخرى يرجع بها إلى أفضل حالة، فهذا معنى هذه الأخبار، لأن صلاة المؤمن هكذا ينبغي أن تكون. انتهى.

لذا فإننا ننصح السائل بالبعد عن الحديث أو الفكر في هذا المنكر القبيح الذي يمنعه الشرع ويأباه الطبع السليم، وننصحه بأن يشغل وقته بما يفيده في الدنيا والآخرة من تعلم علم نافع ، ومن تكسب مباح ورياضة مشروعة، وعليه أن يصحب الأخيار ويكثر من مجالستهم ويواظب على الصلاة في الجماعة وعلى الأذكار النبوية المقيدة والمطلقة، ونسأل الله أن يعفه ويعينه على الطاعة والبعد عن المعاصي، وإن استطاع الزواج فليتزوج فهو أنفع الوسائل المساعدة على غض البصر وحفظ الفرج، كما في حديث الصحيحين: من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج.

وقد يجب عليه الزواج إذا كان يستطيعه ويخشى الوقوع في المحرمات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني